في عزلة موحشة ضاربة أطنابها في جميع مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية والإعلامية وغيرها الشي الكثير عاش شعبنا المني العظيم في شطره الشمالي حياةً غريبة كلها لأواء مشاق ومتاعب وفواجع وأحزان في ظل الحكم الإمامي البغيض الذي جثم على صدر أمتنا اليمنية ردحاً من الزمن حيث تخاطفت المواطن اليمني أذرع المهانة والإذلال والتخويف في بيئة سادتها معاول الهدم والتركيع، وإطباق الأخشبين على الأمة اليمنية.
لقد انصاع شعبنا اليمني البطل وقتذاك إلى مفردات السياسة الملكية للنظام السياسي الحاكم الذي ساس الوطن بآلة القمع والإرهاب وبالحديد والنار وأرسى دعائم وأركان الحكم العنيف على انتهاج سياسة البطش للخصوم والمناوئين من أبناء أمتنا اليمنية الواحدة الموحدة أمثال الشهيد البطل أبي الأحرار محمد محمود الزبيري ، والبطل الشهيد المقدم/ محمد يحيى الثلايا، والبطل اللقية و الهندوانة والبطل الثائر الشيخ الشهيد المقدم/ علي حسن المطري والد الشيخ البطل أحمد علي المطري الذين لم يرضخوا لسياسة الكهنوت وسعوا إلى إشعال جذوة الثورة والمقاومة عن طريق التنظيم السري للثورة والثوار حيث كانت للإخوان المسلمين آنذاك بصمات جليلة عن طريق إشراك الفضيل الورتلاني في الترتيب للثورة جنباً إلى جنب مع قيادات الثورة حيث لا ننسى دور الشهد العراقي/ جمال جميل.
ومجمل القول إن الثوار الأشاوس تمكَّنوا هذه المرة من الترتيب الحسن والتنسيق الجيد لتفجير الثورة الأم العارمة في صبيحة يوم السادس والعشرين من سبتمبر المجيد عام 1962م إذ تعد ثورة سبتمبر عام 62م الانطلاقة المُثلى للشعب اليمني العظيم صوب أفق رحب في اتجاه إلغاء كافة الامتيازات في صفوفه, فليس هنالك من يمتلك حقوقاً دون الآخرين نحو إرساء مداميك المواطَنة (بفتح الطاء) المتساوية والحرية المنضبطة بالشريعة الإسلامية والعدالة الاجتماعية والعيش في كنف دولة ترعى الحقوق وتحافظ على وحدة الشعب من الانقسام والتشظي والتشرذم من أجل بناء الدولة المدنية القوية التي تعاف الظلم والضيم والجور والتعسف والحيف إلا أن الطابور الخامس والذي راعه النصر المؤزر للثورة السبتمبرية الأم ظل يتآمر عليها منذ الأيام الأوائل ومروراً بحصار السبعين من اجل إسقاط الثورة وإعادة الكهنوت المرجف، وهاهي ذا تلك القوى المأزومة غير المحبة للسلم والسلام والمحبة والوئام تمعن في وضع العوائق والمثبطات في طريق البناء والتنمية الأمر الذي يدفعنا إلى كتابة الاستمرارية للثورة السبتمبرية التي تمكَّنت من تطويق النظام السياسي السابق عبر ثورة الشباب الشعبية السلمية الناجحة التي هي عنوان لثورة سبتمبر المستمرة باعتبارها الامتداد الفعلي, ذلكم لأنها وقفت أمام سياسية تصفير العداد وتوريث الحكم الذي يُعد خروجاً سافرا عن مضامين الثورة السبتمبرية.
فمن خلال ثورة الشباب الشعبية السلمية الناجحة أعدنا لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد عام 62 ديمومتها وألقها حيث فشلت المراهنات بتوريث السلة وتصفير العداد والدلوف في أتون ثورة شبابية عارمة حافظت على المنجزات السبتمبرية وأجبرت زعيم ورأس النظام السياسي السابق على أن يتنحى عن السلطة طلباً للدولة المدنية الاتحادية الحديثة الديمقراطية التي أجمعت عليها جميع القوى والمكونات السياسية والاجتماعية، وأخالني اليوم وقد بُح صوتي أناشد جميع الأطراف السياسية والاجتماعية بأن يكونوا في صف الثورة السبتمبرية التي أطاحت بأعتى نظام كهنوتي رجعي متخلف.