لا يتوقف الحوثيون عن الصراخ والتلويح بيد الويل أمام الشعب الذي ملّ الصراخ, وكره التلويح, ولم يعد يأبه لنبرة الويل والثبور وعذاب لا يعرف تفاصيله إلا سكان القبور!!
فقد صرخوا بالأمس رهبة, وها هم يصرخون اليوم رغبة! كان يدفعهم بالأمس الدفاع عن النفس, وها هم اليوم يعتنقون فكرة الدفاع عن الشعب اليوم. فمن الذي أوحى لهم بأنهم وكلاء الشعب أو نواب له؟!.. ومن قال إن هذا الشعب قاصر ولا يستطيع قراءة المشاهد السياسية بكل تفاصيلها؟! هؤلاء لا زالوا خارج دائرة الفهم ودون خط الصواب حتى يتحدثوا عن حماية الشعب, ومنجزات الشعب..
هم لا يعلمون أن الشعب خلاص اختار يا جماعة! الشعب اختار الدخول من بوابة الحوار والسلم الاجتماعي. اختار أن يسير مع الحكومة على منهجية تنفيذ مخرجات الحوار والاصطفاف لحمايتها.
اختار ثورة انجازات تضع فكر الإنسان وآدميته في المقام الأول, ثم يأتي بعدها دور كل السواعد المخلصة لبناء هذا الوطن الجميل.
لقد اخترنا المدارس لا المتارس, اخترنا البناء لا الفناء, اخترنا العلم لا الظلم, اخترنا النور لا الفجور, اخترنا السلام لا السلاح, التفاهم لا التناقم, الحضارة لا الخسارة..
تلك مفاهيم ومفردات لا يفهمها من عاش يعبث بالبندقية ويتسلى بنيرانها ويتلذذ بأنين المعذبين بها. أيدينا في أيديكم إن كان الهدف من الاحتشاد هو الوطن, لكن إن كان سوى ذلك فأيدينا لا تبسط إلا إلى السماء فقط.
نحن لا نخرج عن الصف الوطني, ولا نتخلف عن ركب السلام, ولا نزيغ عن الحق حتى لو كان الثمن هي أرواحنا التي ضاقت صدورنا بها ونحن نصبرها يوماً بعد يوم.. لم نعد نملك بعد ديننا وعقيدتنا إلا هذا الوطن ومستعدون للفناء دونه حين تحين لحظة الصفر. لا نخاف من التلويح بما لوح به السابقون واللاحقون من تسكنه الحوثية, ولا زلنا نشجي أسماعهم بأغنية الحوار ولا شيء سوى الحوار..
ألطاف الأهدل
الشعب خلاص اختار! 1315