هكذا ينكث الحوثيون في كل الاتفاقات وليس من الغريب أن يرفضوا كل الحلول التي تؤدي لحقن الدم وحفظ النفس رغم التنازل الذي تقدم رئيس الجمهورية بالأمس لمصلحة الشعب وليس لمصلحة الحوثيين وحينما فقدوا مصالحهم في ذلك الاتفاق أعلن ناطقهم الرسمي الرفض وعدم القبول وفقاً لتعليمات الخارج وكل ذلك يهدف للتخندق المدعوم إيرانياً وجعل العاصمة صنعاء ساحةً لصراع مرير كبغداد ودمشق ولذلك كثيراً ما تتوالى تصريحات القيادة اليمنية خصوصاً بعد الثورة الشبابية عن ضراوة التدخل الإيراني في اليمن جنوبا وشمالا، فأما في الجنوب فقد كفانا البيض حينها مئونة البحث عن الدليل حيث صرح علناً وبدون تقية بأنه لجأ لدعم إيران عندما تخلَّت عنه السعودية وأما في الشمال فما زالت غرابيل الحوثيين تحاول أن تحجب الشمس، لتسطع شمسهم الخاصة في صنعاء فهل يعتقدون أننا سنصدق صلاة الاستسقاء التي يدعون إليها عقب كل زخة مطرٍ من الأسلحة الإيرانية التي تتوالى عليهم عبر المنافذ البرية والبحرية ؟
لذلك تحدث الحوثيون عن الجرعة لإيقاد شرارة الفتنة التي من تحت أستارها يتم كسب مواقف سياسية وشعبية فحمَّلوا هم المواطن تحت غلاف الشعب ليستوردوا بعض النفوس التي تتحرك بالمال أو الشعار الرنان عن غير معرفة وإدراك بزوايا وأبعاد تلك التحركات التي يقودها الحوثيون وخلفها يختبئ الكثير من السياقات والأهداف غير المعتمدة أساساً على أي عامل من عوامل الوطنية والانتماء لليمن.
ومن هنا يأتي سائل فتدهشه الأطروحات التي يحملها السادة في مواجهة الشعب ومحاولة فرض واقع جديد تحت عامل السلاح والاستئثار بالقوة والدعم الخارجي ومن غير المعقول ان يتم إدراك كل ما جاء في تقرير اللجنة المكلفة بالتفاوض مع الحوثي والتي يرأسها المؤتمري بن دغر وحقيقة الأمر أن الحوثيين لا يحملون للوطنية قيمة أو الانتماء لليمن بل من يريد التأكد من ذلك فليراجع استنتاج اللجنة الذي تمت قراءته أمام الرئيس هادي السبت الماضي على لسان رئيس اللجنة وأعضائها ومن خلال ذلك يتأكد للمتأمل بأن الحوثيون يحملون أهدافاً خبيثة لهذا الوطن وشعبه, لاسيما الوصول به الى محطة الحرب والتي يسعى الرئيس هادي بقدر الإمكان إلى تجنُّبها لتدارك عدم الدخول في دوامة صراع ربما لا تنتهي وكذلك دخول حلفاء إقليميين ودوليين على خط المواجهة مع كلا الطرفين ليصبح الوضع شبيهاً بذلك الذي يجري في سوريا والعراق وغيرهما
اما بالنسبة للمجتمع الدولي فهو نفسه ذلك المجتمع المنافق الذي يحمل شعار حقوق الانسان على جبينه الكافر بها أصلاً وهو نفسه ذلك المجتمع الذي لا يبحث سوى عن مصالحه تاركاً وراءه ركاماً هائلاً من الفرقة والشتات التي مزقت المجتمعات وحقيقة ذلك المجتمع الذي يرفع شعار الانسانية ويدوسها بقدميه ينقلب عن مبادئه لمصالحة بتلميع شعاراته فتموت نخوتنا وشهامتنا ويداس عزنا بالذلة وديننا بالإرهاب وطأطأة الرأس خوفاً من العقاب وثرواتنا التي تغرق الارض نجدها تتحول من مصدر لعز هذا الدين وعزة أهله الى مصدر للغرب والتي تحولت من ثروات للشرق الى ثروات للغرب المتكبر المتغطرس الذي يبث الخراب والدمار وروح الاقتتال بأموالنا بل وطاقات بشرية من بني جلدتنا أبت الا أن تخوننا وتزرع السيف في خاصرتنا وهي اداة للعدو يحركها متى ما شاء فحسابات المجتمع الغربي في حرب الحوثيين في اليمن او سوريا او لبنان هي لتحقيق الضعف العربي وعدم التماسك لتأمين سياج امن اسرائيل فمن مسعى دنيء كهذا الى مسعى آخر يتمثل في اتساع بؤرة الاقتتال الطائفي الذي يأخذ البعد الاكبر في سوريا ولبنان وكذلك اليمن لتأمن الدولة العبرية ومن قبلها والدتها العجوز ان في المعركة من يقاتل على الارض بدلاً منها فلن تخسر أياً من كوادرها كما حصل في عراق المقاومة وطالبان افغانستان ولكن الحمقاء الذين لا يدركون الحقيقة يبادرون الى إقامة بؤر التوتر متناسين الضعف الذي يعيشونه والعدو الذي يتربص بهم فيرتكبون حماقة الادعاء والأحقية لمشاريعهم والتي يعتبرونها انتصاراً لهم بينما لم تكن عمران وحجة والجوف وغيرها وبالأخص دماج أوكاراً أو ملاذاً للإرهاب ممَّا يحتم على المجتمع الدولي ان يقف لتصفيتهم بأدوات تم تصنيعها عبر المخابرات تسعى اليوم بكل ثقلها وتمويناتها للانقضاض على صنعاء في محاولة بائسه لتعميق الخلاف بين الأطراف السياسية وحينما لم يستجب له القدر الكافي من الناس اكتفى بمسلحيه والقتلة الذين يغذيهم وكذلك المحبين والأنصار للزعيم السابق الذي يدفع دفعاً نحو تأزيم الوضع والدخول بدوامة عنف يُراد من خلالها كسر ابرز معارضيه ايام حكمه وإيجاد نقيض لأولئك الذين خرجوا في العام2011 لينهوا طوافه ومطافه فكان حري به ان يتحالف حتى مع الشيطان بينما لا يدرك وربما انه يدرك ان ذلك سيكون سبباً في تدهور البلد بكامل قواه المجتمعية والإقتصادية والبنية التحتية وغير ذلك.
وعن أمريكا ودورها في إذكاء مثل تلك الترهات التي لم تعد تنطلي على العقلاء العارفون فحدث ولا حرج في حين ان استار أمريكية هي من ساعدت الحوثيين في أن يصلوا الى ما وصلوا اليه ثم تكون نتيجة صرختهم المستوحاة من شعارات الخميني وبلاً يسيل من خلالها الدم اليمني ولا يستطيع احد إنكار اللقاء الذي اجراه قادة الحوثيين مؤخراً مع نائبة السفير الأمريكي بصنعاء لأنه موثّق بالصور ولقطات الفيديو.
فأمريكا تعرفهم جيداً، وهي تعلم أن صرخات ( الموت لأمريكا) لن تتصاعد بغير أبخرة الدماء اليمنية أم يظنون أننا لم نفهم تكرمها عليهم يوم نادت عليهم بلسان الحال ( من دخل دار أبي صَعدان فهو آمن إلى الدرجة التي صرنا نفكر فيها عند اشتداد تلك الضربات للطائرات بدون طيار باللجوء إلى صعدة دار أبي صعدان لإدراكنا العميق بعدمية التعرض الأمريكي لتلك الديار التي لايستهدفها الطيران الأمريكي بشكل او بآخر !. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
ما هكذا تورد الإبل ياحوثي 1151