الحوثي يحاول نقل المعركة إلى العاصمة ولا اعتقد أن قراره هذا مبني على سذاجة أو مغامرة أو حماس وإنما هو في رأيي يريد أن يكسب سياسيا وعسكريا فمن جانب سياسي فتوسعه في المناطق المحيطة بالعاصمة وفي هذا التوقيت بالذات يكسبه أوراق ضغط سياسي من خلال ترسيخ وجوده في المنطقة الأم صعدة ونقل المعركة بعيدا عنها, صعوبة تنفيذ إرجاع أو نزع سلاحه وفق مخرجات الحوار, استغلال القوى المناهضة للثورة والمناصرة لعفاش في المساعدة في هذا التوسع والتمدد خصوصا انهم يمتلكون تمويل مالي ضخم من قبل ايران يساعدهم في ذلك, معرفتهم بأن الدولة طرية والحكم توافقي والحسم العسكري غير وارد ما دامت استفزازاتهم لم تتعد الخطوط الحمراء لدى القيادة السياسية مما سيساعدهم على بناء جدران جديدة تقوي وتحصن نفذهم في المركز الرئيس صعدة, أما من ناحية عسكرية فعتادهم العسكري يزداد يوما بعد يوم , وممارساتهم الحربية تكسبهم خبرة ميدانية سواء من ناحية تدريب أفرادهم أو من ناحية الإلمام المعرفي والعسكري بساحات جديدة عليهم ومهمة لهم.
ولكن على الطرف الآخر هم يخسرون خسارة حقيقية تهدد فعليا وجودهم فمن الناحية السياسية فهناك إجماع وطني شامل على انهم عصابة ومليشييات مارقة خرجت على كل الأعراف وعلى كل مخرجات الحوار الوطني , كثير من الذين كانوا ينظرون اليهم على انهم طرف مظلوم اصبح يراهم الآن ظلمة ومستبيحي دماء اليمنيين دون وجه حق , أما من الناحية العسكرية فهم إنْ حققوا انتصارات آنية فهم سيضربون ضربة موجعة وقد تكون قاضية لو حدثت مواجهة عسكرية والدليل على ذلك عجزهم في الحسم العسكري في دماج رغم كل ما فعلوه من حصار وضرب بكل أنواع الالة العسكرية .
أخيراً نصيحة للحوثيين: ليس أمامكم إلا حل واحد لا غير؛ أن تسلموا أسلحتكم وتنخرطوا في العمل السياسي كحزب مثل كل الأحزاب الموجودة غير ذلك قد تحسون بانكم أقوياء وخصوصا أن الوضع يسمح لكم بذلك مؤقتاً ولكن اذا جد الجد فإنكم من سيخسر الشعب قبل أن يخسر المعركة.
عبد الوارث الراشدي
خواطر مع الحوثي 1289