بالتحديد من مسجد النور في منطقة مُسيك في قلب العاصمة صنعاء تدوي تلك الطلقات القاتلة التي امتزج فيها الدم بصرخة الموت الكاذبة, حيث تحرك الحوثيون لترديد الصرخة في المسجد ما دفع أبناء الحي والمسجد لرفض تلك الغوغاء في المسجد والتي ما أنزل الله بها من سلطان فكان الرد عليهم من قبل الحوثيين الرصاص كما هو حالهم في كل ابتزازات مشاكلهم في مشروعهم الدموي المستشري في هذا الجسد اليمني ثم يروح ضحية ذلك المشهد قتيلان دون أن يتم إلقاء القبض على القتلة كما هو الحال مع سابق جرائمهم المتفرعة على طول البلاد وعرضها وكل ذلك يأتي تحت مبرر الصرخة الإيرانية.
أما ما ينادي به الحوثيون في ظاهر إعلامهم فيبدو للمغفلين والسذج بأنه عمل حسن ذو طابع قومي تحرري إسلامي, بينما في الحقيقة أن مشروع الحوثي يأتي ضمن المشروع الإيراني في إطار مخطط عالمي لإضعاف المكون الرئيس في منطقة الشرق الأوسط والمقصود به الأمة السنية والموج المتلاطم في السياسات التي تسعى لإضعافه مع الإدراك العميق بأن هذا المكون هو الأقوى والأقدر بل وصاحب مشروع حقيقي لا لين فيه ولا تراجع ولا تسليم, فحينما نشاهد على سبيل المثال حزب الله اللبناني يتعايش جنباً إلى جنب الدولة العبرية بأمان واطمئنان دون احتكاك وصراع في مقابل التهويل العريض في الإعلام العالمي لجبهة النصرة التي تقاتل اليوم في سوريا مع أنها لم تصل إلى مبتغاها بعد في حكم سوريا ولكن الكيان الصهيوني لا ينام ليله خوفاً من تلك الجبهة, بينما يتعاهد المرق مع جيرانه من حزب الله في كل جمعه فكان التناقض في السياسات المستخدمة تجاه الأطراف بزوايا متعددة وألوان مختلفة, فكان الحوثي في اليمن أداة لتلك الأطراف كما أن حزب الله في لبنان أداة لنفس تلك الأطراف وكان ذلك نتيجة قراءة التاريخ العربي والإسلامي بشقيه السني والشيعي والحاضنة العربية وإمكانية بقاء الدولة العبرية في مأمن فكان الناتج هو الدخول للأمة ببعضها وخصوصاً أن أعداء الأمة على مر التاريخ هم الشيعة الذين جلبوا التتار إلى بغداد وقتلوا الحاكم السني آنذاك ومن شدة التقتيل تغير لون دجله والفرات بلون دم أهل السنة والجماعة والمتسبب في ذلك الشيعي نصير الدين الطوسي الذي قال عنه الخميني "لقد أسدى للأمة منجزاً لم يصنعه احد على مر التاريخ", ثم يأتي اليوم حوثي فيصرخ في مساجدنا بقوله" الموت لأمريكا" وسلاحه مصوب في صدورنا, فكنا هدفاً لنيرانه وكان ضعفاء الثقافة والمعرفة ضحية الفكر والمعتقد وهو ما جعل الغرب لا يرغب في إرسال جيوشه وقواته لقتلنا مرة مع وجود المندوب الذي يقتلنا مرتين تارة بسلاحه وأخرى بصرخته.. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
صرختكم تقتلنا 1133