فصل الصيف فصل الزهور والورود والفل, فصل ترسل فيه الشمس أشعتها الذهبية, فتح فتمنح الإنسان والحيوان الفيتامينات الضرورية لتأمين نموه وتنظيم حياته, ولكنه مع هذا يتسم بظهور أمراض تشكل مصدر قلق لدى السكان لانحرافهم عن قواعد الصحة, فتضوي أجسامهم تجعلهم "زبائن" دائمين للأطباء.. يطرقون أبواب عياداتهم طالبين الشفاء.. والمعروف عند كل طبيب وصيدلي أن عدد المرضى يزداد صيفاً ويمكن السبب لهذا الازدياد بازدياد جهل المواطنين لبعض قواعد الصحة والنظافة.
والواقع أن الإفراط بتناول المرطبات والماء البارد يورث الإنسان خللاً في المعدة واضطرابات باقي جهاز الهضم, فضلاً عن ضرره البالغ في تصديع الأسنان وتنخيرها كما تصاب المعدة بالتوسع وجدارها بالاحتقان والالتهاب وتتعرض إلى الإصابة بالقرحة المعدي وقد زودت الطبيعة الإنسان بوسائل دقيقة لتنظيم حرارته ومكافحة الحر بطريق قويم وجهاز محكم.
فعندما ترتفع حرارة الجو يرسل جهاز تنظيم الحرارة الذي يوجد في مقدم المخ يرسل تعليماته إلى الجلد والرئتين وإلى الغدد العرقية فيزداد جريان الدم الذي يخفف من شدة الحرارة بطريق الإشعاع وتبدأ الألف الغدد الدرقية بإفراز العرق.. وتبخره ويمتص الحرارة من الجلد ويرطب الجسم ويشعر كل منا بالبرودة, ولذلك ينصح بشرب مغلي الليمون الحامض كي يساعد على التعرق.. فالتعرق هو الوسيلة الطبيعية للشعور بالبرودة.
وهنا لا بد أن ننصح القارئ أن يمنح جهازه الهضمي إجازة صيفية فلا يرهقه بكثرة الأطعمة الدسمة والأطعمة المقلية التي لها أثر ضار على القلب والشرايين والكبد ويفضل التركيز على الفواكه والخضار التي تساعد في نماء الجسم ونشاطه.
وحرارة الصيف تساعد على انتشار الكثير من الأمراض المعدية كالتيفوئيد والملاريا والديزنتاريا, كما تنتشر في الصيف وتتكاثر الكثير من الحشرات التي تنقل الأمراض وأهمها الذباب والبعوض, تلك الحشرات تقوم بمهمتها المؤذية خير قيام.
ومن الضروري لكل عائلة تبني السلامة من الأمراض الصيفية القيام بحملة تطهيرية تقضي بها على الأوساخ والقاذورات داخل المطابخ وجمع القمامة في سلل مزودة بغطاء محكم والتخلص من هذه القمامة أولاً بأول لأنها ستكون مستودعاً أو مخزناً للجراثيم والحشرات ولا يقل خطر الصراصير التي تنشط ليلاً لأنها تتخذ المجاري مخبأ لها وطريقها للوصول إلى أدوات المطبخ والأطباق التي تلامسها ولذلك يجب مكافحتها بصب بعض المطهرات في المراحيض وأحواض المطبخ كما يجب عدم رمي الأوساخ وبقايا الطعام في الأماكن المكشوفة التي تساعد الذباب على التكاثر.
في الأخير لا بد من التنويه إلى ضرورة تكاتف المواطنين وحرصهم على مكافحة وإبادة الحشرات التي تنقل إلينا الكثير من أمراض الصيف وتجنب رمي القمامة والأوساخ في الشوارع والأزقة والتي تشكل مرتعاً خصباً للحيوانات الأليفة والحشرات الضارة ومستودعاً للميكروبات المعدية.
د. عبد السلام الصلوي
كيف تحافظ على صحتك صيفاً؟ 1347