أشعر بالحالة من الحزن الشديد و الكآبة عندما أشاهد عبد الملك الحوثي وهو يخطب ويوجه ويدعو ويتكلم باسم الشعب , ليس لأنى أختلف معه بالرأي أو لا أتوافق مع أفكاره فالاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية , ما يحز في نفسى هو أن هذا الشاب وصل إلى مقام القيادية وهو لا يملك أي من مقوماتها , فهو لم يكن يوما طالباً مجتهداً يحصل على المراكز المتقدمة , ولم يكن يوما قائداً عسكرياً محنكاً يخوض المعارك ويحقق الانتصارات, ولم يكن يوماً سياسياً بارعاً وناضل حتى التف حوله الأنصار , الرجل وصل إلى مقام القيادة لان أباه بدر الدين وأخاه حسين بدر الدين فقط لا غير, يعنى قيادة منقولة عن طريق الجينات الوراثية .وهذا شيء يجعلني اشعر بالحسرة و أقول ما فائدة العلم والتعلم بل ما فائدة الشهادات العليا التي يقضى الطالب سنوات طويلة حتى يحصل عليها اذا كان قيادة الناس تأتي بواسط الجينات الوراثية.. الإنسان يرث عن أبيه المال والمتاع والحيوانات لكن أن يرث عن أبيه امتلاك رقاب الناس فهذا يتناقض مع العقل الذى كرمنا الله به ومن يقبل لنفسه ذلك .. مهما حاول الحوثي تلميع نفسه و التستر خلف الشعارات البراقة فهو في حقيقية الأمر يريد تحويلنا إلى مجرد حيوانات يتوارثها أبناؤه من بعده..
القوة الخفية
الأحداث و المآسي والقلاقل التي تعيشها اليمن تشير إلى أن هناك قوة خفية تريد أن تضع اليمنيين بين خيارين أحلاهما مر؛ إما الرضوخ والاستسلام للاستبداد والهيمنة والذل والهوان أو الفوضى.. لسان حالها يقول: اذا تريدون أمناً واستقراراً انسـوا شيئاً اسمه ثورة انسوا شيئاً اسمه ديمقراطية انسوا شيئاً اسمه دولة مدينة انسوا شيئاً اسمه مخرجات حوار وطني ارضوا بالأمر الواقع عودوا إلى ما كنتم عليه قبل عام 2011 ولو ومسميـــــــــات أخرى..
من ينتصر على الآخر؟
الإصلاح يســـعي إلى تحويـــل الحـــوثي واتبــاعه إلى حزب سياسي مدنى يعمل في اطار الدستور والقانــــون و الحـوثي مصر على تحويل التجمع اليمنى للإصلاح إلى مليشيات مسلـحة, من ينتصر على الآخر ؟
المصالحة الوطنية
المصالحة الوطنية عمل عظيم وبادرة رائعة لكن لابد أن تكون على قاعدة الانتصار لحقوق البسطاء وبناء الدولة المدينة الحديثة.
المصالحة الوطنية تعنى أن تطوى صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والسلام وشعارها وطن يتسع للجميع ليس فيه استبداد ولا إقصاء ولا تهميش, يشعر فيه المواطن البسيط بالحرية والكرامة والمساواة.. السيادة فيه للنظام والقانون وتحكمه المؤسسات المنتخبة التي تعبر عن الإرادة الشعبية.
تيسير السامعى
لا أريد أكون حيواناً! 1266