اليهود بكل عصر وزمان يعملون ليل نهار على تربية أولادهم منذ الطفولة وفق استراتيجية يهودية وتنظيم يهودي, يهدف إلى زرع الحقد في قلوبهم على الإسلام والمسلمين وذلك من خلال مبادئ وقيم ينتهجونها ومنها : تدعيمهم بالإحساس والاضطهاد وكذلك التأكيد على أن اليهود عانوا من الاضطهاد في كل زمان ومكان، وان هذا الاضطهاد و بالبعد التاريخي والجغرافي والكمي والكيفي لهو من الضخامة والشراسة بحيث لا يمكن أن يعادله أي اضطهاد لأي جنس آخر في العالم.
ودائماً يعملون على إحياء الذاكرة بالاضطهاد اليهودي لإبقاء الوعي في حالة تذكر دائم كنقطة استقطاب للمشاعر الوطنية، حتى يتعمق لدى الطفل اليهودي الإحساس الدائم بالخطر, بث الحقد والكراهية: وهو مرتكز طبيعي نتيجة للإلحاح على الفكر والعقل اليهودي بأنه على خطر دائم ومضطهد وكل العالم يكرهه، فلابد من تبادل الكراهية والشك والريبة والتعامل مع الآخرين من منظور عدائي بحت فيبثون روح الحقد والكراهية في نفوس أطفالهم.
تكريس العنف والعدوان والتربية على الاستعداد لمواجهة الحروب من اجل تأمين الوجود اليهودي، فلا خيار سوى القتال، وبذلك تم إعداد الأطفال للتجنيد الإلزامي فيما بعد.
تثبيت الادعاء بأحقيتهم بفلسطين: حيث تؤكد جميع الأجهزة القائمة على ثقافة الأطفال في إسرائيل أن ارض "إسرائيل" إرث لليهود من قديم الزمان، وأن لهم رموزا دينية وآثارا تاريخية.
بث قيمة حب الوطن: وضرورة الولاء له باعتباره الملاذ الآمن من الاضطهاد، والبيئة التي يستطيعون فيها ممارسة الحياة الدينية واليهودية الكاملة بشرائعها وطقوسها.
تنمية الوعي بالتضامن والمصير المشترك دعماً لحقوق الشعب اليهودي الواحد.
تدعيم الإحساس بالتفوق والبطولة: باعتبارهم شعب الله المختار، والتركيز على بث قيم الشجاعة والإقدام والقوة والثقة والذكاء والعناد والتصميم. التأكيد على تعليم اللغة العبرية: فهي ركيزة أساسية لإقامة المشروع الصهيوني على ارض فلسطين لتكون وعاء لدمج المهاجرين الجدد، ولغة تفاهم بين اليهود القادمين من شتى أقطار الأرض، وخلق الوحدة الفكرية والثقافية داخل المجتمع الإسرائيلي مع دعم ذلك بالتكنولوجيا والعلوم الحديثة.
القيم الدينية: التي تتحول في إطار المفاهيم الصهيونية إلى قيم تعصبية وسياسية وقومية، وذلك من خلال قراءات انتقائية للتوراة تدعم سياستهم التوسعية بغطاء ديني مع التأكيد على مقولات : " الشعب المختار ونقاوة الجنس اليهودي" والروح العدوانية التي يستمدونها من التراث الديني اليهودي والتلمود وبروتوكولات حكماء صهيون. تدعيم القيم الأخلاقية المنسجمة مع الرؤية الصهيونية بما فيها ليّ عنق الحقائق، وتزييف التاريخ لتحقيق أهدافهم حتى لو كانت بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".
تأكيد الصورة السلبية للعرب: من خلال تشويه سمعتهم وتلطيخ صورتهم بكل الصفات السلبية لشحن الطفل بالعداء والكراهية والحقد لكل ما هو عربي، ونعت العربي بصفات وقوالب وأطر جاهزة من الجهل والتخلف والجبن والكذب والخيانة، والحماقة والاستيلاء على بيوت اليهود، وان العربي متوحش وسفاح ومتعطش للدماء وانه إرهابي وعدواني بطبعه, وما نسمعه ونشاهده ونواكبه لهو خير دليل فها هم يصنفون حماس جماعة إرهابية ليس لأنها تمتلك السلاح وتدافع عن نفسها وأرضها, بل لأنها حركة إسلامية عقائدية, مع الإرهاب هو إسرائيل وحلفاؤها الذين يقتلون ويشردون الألف يهدمون المنازل والمساجد حتى النساء والأطفال والأراضي الزراعية, ومن حقد اليهود هو أن يزرعون في قلوب أطفالهم ويصنفون كل من يعتنق الإسلام ولا يركع إلا لرب العالمين في قائمة الإرهاب.
كل هذه المبادئ والقيم التربوية التي ينتهجها اليهود من أجل معتقداتهم الدينية ومن أجل حربهم على الله والدين الحنيف والمسلمين تجعل الأطفال اليهود يعيشون في داخل الجيتو الكبير المسمى "دولة إسرائيل" في حين للأسف العرب لا يهتمون بتربية أولادهم بل لا يزرعون في قلوب أطفالهم سوى الحقد والكراهية ليس على اليهود وأعداء الإسلام بل على المسلمين الذين يسعون لإعادة مجد الأمتين العربية والإسلامية المفقود والمسلوب المغتصب, بل العرب أنفسهم يعملون على خدمة اليهود ليل نهار, مقابل مصالح لاتسمن ولا تغني من جوع بل لربما ستكون سبباً لتهوي بهم في النار وتجعلهم في الدرك الأسفل من النار والعياذ بالله..
والعرب يحذفون الإشارات السلبية عن اليهود من برامجهم التعليمية والتثقيفية، بل أصبحت مناهج التربية والتعليم لا تؤدي الدور الإيجابي لتربية الطفل المسلم تربية عقائدية وزرع الإيمان والحق في قلوبهم بل يتجاوز الأمر, حيث يتم حذف أجزاء مقررة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ودروس السيرة من المناهج التعليمية في مناهج التعليم المختلفة.. فحسبنا الله ونعم الوكيل..
هشام عميران
كيف يربي المسلمون أطفالهم؟! 1177