يُقال في المثل الشعبي (كُل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس)، وتقول الحكمة الشعرية القديمة:
تجمل بالثياب تعش سعيداً فإن العين قبل الاختيار
ولو لبس الحمار ثياب خز لقال الناسُ: يا لك من حمار!
ولاشك أن كل شخصٍ منا يرتدي ما يلائم ذوقه، لكنه يجب أن يراعي أيضاً الذوق العام للبيئة المجتمعية التي ينتمي إليها، لكن ما يجب أن نعلمه أن ألوان الأزياء التي نرتديها لا تعبر إلا عن الحالة النفسية أو المزاجية التي نعيشها، فكلما كانت هذه الألوان هادئة وأكثر انسجاماً وتوازناً كان هذا دليلاً على نسبة الهدوء والسلام النفسي الذي يعيشه الإنسان، وكلما كانت تلك الألوان متنافرة وغير مُريحة للنظر كان هذا دليلاً على نفسية سيئة ومزاج متعكر.
أمرٌ آخر يتعلق بالزي الذي يرتديه الإنسان، فالشخصية المسالمة غالباً ما ترتدي الأزياء السهلة غير المعقدة والتي لا تحتاج إلى وجود إضافات شعبية متداولة (الجمبية، الخنجر، المسدس...) تبقى رموزاً للعنف مهما صنفها البعض كاكسوارات شعبية تتعلق بعادات وتقاليد متوارثة، ربما يفسر هذا ارتداء البعض للمعوز الذي يرتفع إلى الركبة والمصحوب البندقية والشال الذي يغطي نصف الوجه، وهؤلاء غالباً ما يكونون رموزاً للعنف والفوضى، فهم مؤهلون نفسياً لذلك، بالإضافة إلى أن الزي الذي يرتدونه يدل دلالة واضحة على الرسالة التي يريدون إيصالها للمجتمع، ولهذه الأسباب مجتمعة ربما كان تخصيص أزياء ذات ألوان مختلفة لأفراد الجيش والأمن، وربما يفسر ذلك أيضاً حرص البعض على ارتداء أثواب باللون الأبيض أو ما نسميه با(الزي الإسلامي)..
والمهم في نهاية الأمر أن للأزياء التي نرتديها علاقة وثيقة بنفسياتنا وشخصياتنا وتوجهاتنا الدينية والفكرية، والأهم من هذا كله أن تلك الأزياء تعبر عن ثقافة المجتمع بشكلٍ عام، فالملاحظ عندنا ارتداء الأزياء ذات الألوان القاتمة في الوقت الذي تزخر به ثقافتنا المحلية بطقوس وعادات وتقاليد متشابكة ومتداخلة وغير بعيدة عن بيئة طبيعية ذات بنية تحتية متدهورة أو بمعنى أوضح (قذرة)، فمن أين تأتي الأناقة والنظافة وحسن المظهر إذاً؟!
ألطاف الأهدل
شخصيتك في مظهرك! 1318