عزيزي القارئ وأخي المسلم, إن الله سبحانه وتعالى قد ربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في قوله: قال الله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) وهنا جعل الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى آية من آياته وعقيدة من عقائد الإيمان، وعلى ذلك من يفرط بالقدس يفرط بالكعبة، فالقدس ليست قضية أرض وشعب يمكن أن ندخلها في دهاليز السياسية، بل هي آية في كتاب الله فهي جزء من عقيدة المسلم، ولهذا فقضية فلسطين لن تموت؛ لأنها عقيدة في قلب كل مسلم، فهل سمعتم أو قرأتم عن عقيدة يحملها في قلبه أكثر من ألف مليون يمكن أن تموت، إن الناس يموتون في سبيل العقيدة، وما ماتت عقيدة من أجل حياة إنسان.
وها هي القضية الفلسطينية لا زالت راسية راسخة وحية في قلوبنا فلم تمت ولم تدفن بل دفن ملايين البشر, وهي لا زالت تنبض بالحياة وعلى أمل أن يأتي عمر الفاروق أو صلاح الدين لتحريرها!
ففلسطين عربية وإسلامية فالمسجد الأقصى.. دمعة في عين كل مسلم، واحتلاله طعنة في قلب كل مؤمن، المسجد الأقصى قطعة من أفئدتنا سلبت منا يوم ضعفت في قلوبنا – لا اله إلا الله. ويوم فضلنا ملاذ الحياة الدنيا على الحياة الأخروية حياة الخلود ويوم اتبعنا الهوى وغفلنا وسلكنا طريقاً لن تجدي نفعاً بل ستضعنا في الحضيض وحينها لا مفر من العذاب والويل إن لم نتدارك الأمر ونعود إلى الله بقلوب خالصة ونتوب توبة نصوحاً ونستشعر بحرمات الله ولنشعل قنديل الإيمان وشمعة الحق ونعد ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل ولنعد العدة لمواجهة العدو والتصدي لدعاة الباطل ولنشمر السواعد ولندع القمة وحينها سنستضيئ لنعبر الطريق ولنتوكل على رب العالمين والله لا يضيع أجر المحسنين
المسجد الأقصى صلى فيه محمد عليه الصلاة والسلام، وفتحه عمر، وكبر فيه صلاح الدين.. إن في الإسراء دلالة على أن آخر صبغة للمسجد الأقصى في شرع الله هي الصبغة الإسلامية!!فرغم التخاذل العربي والصمت المستمر والمؤلم من قبل عملاء الغرب من زعماء العرب فلسطين وقضيتها لا و لم ولن ولا يمكن أن تموت فهي لا زالت حية وستضل حية في قلوب المسلمين وحية برجالها وأبطالها وأسدها المقاومون الذين رضوا بالحياة الأخروية لهم مقر ومستقر ولم يرضوا بأن يكونوا مع الخوالف الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية ليحظوا بدراهم وريالات ودولارات معدودة...إن فلسطين المقدسة الطاهرة الصامدة الصابرة ترسم أروع معان الصمود وأروع معان التضحية والفداء, وتقدم ألاف الأنفس الزكية والأرواح العطرة الفواحة بالشهادة والحرية ومهما حاول العدو وأذناب الاستعمار والاحتلال وعملاءهم الخونة الجبناء السخفاء أن يعملوا على تهميش القضية الفلسطينية وإضعاف المقاومة وإجبارها على الرضوخ والخضوع للاعتراف بإسرائيل فإنهم واهمون بل ذلك كسراب بقيعة يحسبه الظمآنماء! فالمقاومة وكل مسلم غيور على دين الله معتنق الحق محال أن يساوموا بل يأبوا إلا أن يتموا نور المقاومة وينتصروا للدين الحق ويثأرون لدعاة وأساتذة الجهاد والمقاومة وبئس الرهان المصرائيلي الذي يسعى لإضعاف المقاومة وذلك إرضاء للصهاينة والأمريكان؛ وسيتم الله نوره ويؤيد المجاهدون بجنود من عنده ولن يخلف الله وعده (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وإخواننا المقاومون والمجاهدون الحمساويون والغزاويون وكل فصائل المقاومة الفلسطينية نحسبهم ممن نصروا الله ولا نزكي على الله أحد؛ فما نلحظه من مقدمات النصر والفتح لهي خير دليل على ذلك
فيا أخي المسلم واجبنا اليوم تجاه القضية الفلسطينية هو الدعم والوقوف صفاً واحداً كالجسد الواحد, بنياناً مرصوصاً مع إخواننا المجاهدون في قطاع غزة وفي كل أرجاء فلسطين فأقل الواجب هو الدعاء والتبرع بالمال ما استطعنا والعمل على بعث الروح المعنوية وزرع القضية الفلسطينية في قلوب المسلمين ولا نيأس ولنستبشر بالنصر والفرج القريب.. ألا إن مع العسر يسراً ونصرالله قريب.
هشام عميران
القضية الفلسطينية لن تموت 1206