يا جماعة إلا الخبز! ليبقى طعام الفقراء والأغنياء هذا بمنأى عن المزايدات والمناقصات والقرارات الحكومية غير المسؤولة. مؤخراً أرتفع سعر قرص الروتي إلى خمسة عشر ريالاً للقرص، فهل سيكفي ستة أقراص لإشباع طفل في العاشرة مثلاً، وكم يجب أن يشترى رب الأسرة إذا كان عدد الأفراد في المنزل يتجاوز السبعة أفراد؟ يبدو أن الحكومة أصبحت حريصة أن تتقن كل ربة بيت إعداد الخبز بالتنور! يا لهذه الحكومة المبدعة، تخاف علينا من السمنة فترفع أسعار المواد الغذائية، وتعلمنا النوم مبكراً فتقطع الكهرباء طوال الليل، وتجتهد في تعليمنا التقشف وشظف العيش فتسقينا المرارة جرعة بعد جرعة... نحن فقط من يسئ الظن بها أما هي فلا تشبهها أي حكومة في العالم!
الكبار يغلقون شوارع المدينة لإحياء أعراس أبنائهم ينصبون الخيام في الطرقات لترتادها أذيالهم وأذنابهم وكلابهم المنتشرة في أطراف الوطن وحواشيه. يستخدمون أسلحتهم وذخائرهم لحماية ما تسرق أيديهم من أقوات الفقراء وما من حسيب أو رقيب أما الفقراء فليس لهم إلى طوابير الجوع والفاقة والنكد.
نتحدث بمنطق الحق والعدل ، لا بمنطق الغل ولا حسد، وقد بلغ الظلم مبلغة على أهل اليمن في ظل هذا التسييس الموجه وتدويل قضايا الوطن كأزمات إنسانية بينما أرضنا ارض خير وعطاء وبكرة لا مثيل لها في الأرض.
فإلى متى يستمر مسلسل الجرعات هذا ؟ وما الهدف من التصنع الذي تفتعله الحكومة وفي يدها أن تفعل الكثير لتجاوز هذا المنحنى؟ هل أصبحت لقمة الفقراء بضاعة مزاد يجتمع حولها ساسة وقياديون وأصحاب ضمائر متعفنة، ولم يعد هناك من أمل في أن يعود لهذا الفقير اعتباره بقرارات حكومية عادلة وقادرة على أعادة التوازن إلى الحياة العامة للمواطن الأنسان، المواطن الذي يبذل أقصى ما يستطيع من جهد لخدمة الوطن كأرض وأم ورحم وقربى.. كمأوى وسكن..
يا جماعة، ليس من طعام الدنيا أطعم أو ألذ أو أطيب من رغيف الخبز بأي لون وعلى أي شاكله، فهل كبر على هذه الحكومة وهؤلاء الساسة كُسرة الخبز الدافئة تلك على من خوى جوفه من أطايب الطعام ولذائد الشراب؟ ألا يكفي نهاراً بلا ماء وليلاً بلا كهرباء.
ألطاف الأهدل
إلا الخبز...!! 1363