بعد يومين فقط من ارتكاب الحوثيين في محافظة عمران جريمةً بشعة هزت الشارع اليمني والمتمثلة بإعدام أحد أبناء عمران ويُدعى فؤاد قاسم بدون أدنى محاكمه أو تفويض من محكمة ويظهر في الفيديو الذي تم نشره على مواقع الإنترنت شاب ضعيف في وسط مجموعة من الحوثيين أحاطوا به ثم قام اثنان منهم بربط يده وعينه وقدموه قليلاً ليقوم أحدهم بإطلاق وابل كثيف من الرصاص عليه بعد وضعه على الأرض وسط صراخهم" الموت لأمريكا..." وهو يصرخ ويقول" الله أكبر الله واكبر اشهد أن الموت حق وان الحياة حق والحياة والموت بيد الله" وغير ذلك..
ولذلك فإن ما حدث للمواطن فؤاد قاسم الذي أُعدم رمياً بالرصاص الثلاثاء الماضي بمديرية حبور ظليمة في محافظة عمران "هي جناية جسيمة و انتهاك صارخ للدستور والقانون والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وباب أمام مشاريع القتل المستقبلية, المهم انه وبعد يومين فقط من تلك الحادثة المؤلمة حدثت جريمة إعدام الجنود التن أفصحت مؤخراً وسائل الإعلام عن أسمائهم وانتماءاتهم لتؤكد بذلك مدى الأفق الذي تسير عليه سياسة جميع الأطراف في رسم مستقبل لليمن كهذا وبكل تلك الوحشية يتم التعامل مع جنود ينتسبون للجيش اليمني الذي أصبح اليوم أداة بيد تجار تفننوا في المراوغة والدجل في سبيل تحقيق أحلامهم الأنانية والضيقة وتلبية لرغبات أطراف إقليمية ودولية لا تحمل أي ضمير لمنفعة الشعب ومصالحه وتؤكد على ذلك الشواهد التي نعايشها اليوم شبراً بشبر, فكيف بهم "يستهبلون" بشعب عظيم حينما يحقق الحوثي بعض أجندته على الأرض ويقاتل الشعب والإخوان والمؤتمر واليهود ثم الجيش عياناً بياناً بل ويعدم قائد لواء وكثيراً من جنوده ثم يستولي على اللواء وينهب أسلحته ومعداته ويتم التعامل معه كأنه جيش آخر له الحق في كل تحركاته بل ودعمه بالمستطاع والمعلومات وأخيراً؛ لقاء يحصل فيه عناق حار بين الإرهابي القاتل أبو علي الحاكم القائد الميداني للحوثيين ومحافظ محافظة عمران وتوجد صور ووثائق تؤكد ذلك وكأن الشعب بالنسبة لهم قطيع أغنام وعلى ذلك النغم يرقصون, بينما لا يدركون أن هذه الأعمال التي تحدث نتيجة حتمية لذلك العهر السياسي الذي يمارسونه ولن يسلموا من مثل هذه الأعمال حتى يكون التعدي على الجيش كفراً من أي طرف وأن جريمة التعدي عليه بمثابة التعدي على كل الدولة بمجالها البري والبحري والجوي وأن لا يتم السكوت عنها أو تغاضيها كما يحصل مع الحوثيين الآن في الجوف, فلماذا تكيلون بمكيالين يا جبناء يا عشاق الغدر ولماذا تباسلون بحياة ذلك الجندي الذي لم توفروا له حتى ما يشبع بطنه في حياته ووفرتم له الرصاص لتملئ جوفه؟..
إنكم تمارسون سياسة الجبناء وترسمون لليمن مستقبلاً هذه أولى صفحاته.
أما عن التالي فحدث ولا حرج ولماذا لم تعلن حالة الطوارئ بعد هذه المجزرة ومجزرة اللواء 310وتنكيس الأعلام في جميع السفارات وإعلان الحداد ولو كان ذلك رمزاً لكي يشعر الجنود الآخرون بوطنيتهم أما أنتم فندرك أنكم جبناء وخونه وليس لديكم أي ضمير, فلذلك تعملون لمشاريع خاصه ليست من أجل الوطن والشعب وأنتم بذلك تفتحون أبواب الجحيم لمستقبل اليمن وأمنه واستقراره وعلى غرار ذلك فقد قالوا بأنهم يريدون أن يبقى الجيش على مسافة واحدة من كافة الأطراف المتصارعة وكما يقال أن يكون الجيش على الحياد, فيما جرى ويجري وفي سبيل ذلك كان السبيل لإحداث ما حدث ويحدث من فتن كتهجير أبناء دماج وتفجير منازل المواطنين في القرى والمدن وغيرها, أضف إلى ذلك التوسع الحوثي المسلح وتزايد أنشطته وأنشطة تنظيم القاعدة وهجماتها التي أصبحت معتادة, فإذا كان الحياد مع الحوثيين, فأين تلك الأجهزة الأمنية التي من شأنها أن تكون عاملاً في إيقاف نزيف- لا أقول- الدم الشعبي ولكن دماء الجنود التي أصبحت مهدرةً بكل نقطة أمنية؟.
وعلى نحو مجمل، يُمكن القول: إن البيئة الأمنية لبلادنا قد تأثرت بعوامل رئيسية، منها: تزايد نشاطات تنظيم القاعدة، سيما في المناطق الجنوبية، والحرب مع الحوثيين في صعدة وتزايد أنشطتها في المحافظات المجاورة واقترابها من صنعاء وكذلك الحراك الجنوبي، الذي رفع شعار الانفصال منذ انطلاقته، وحتى هيمنة التطورات الأخيرة على البلاد ولكن يبقى السؤال الوحيد الموجه إلى الرئيس هادي: هل آتاك حديث جنود جيشك, هل كنت أنت من يحميهم بدلاً من سفك دمائهم ليلاً ونهاراً, ومتى يُستخدم الجيش لحفظ الأمن والحد من إراقة دماء الجنود والجيش الذي منه الحراسة الشخصية له فكيف بحراسة وحراس الجمهورية من يحقن دمائهم ويحرك الوحدات العسكرية لحفظ الأمن بدلاً من الحياد المزعوم في سبيل النيل من خصوم سياسيين للنظام السابق, بينما المرحلة تأخذ منحى التصعيد الخطير والمستقبل المجهول ما يحتم السير وفق ضوابط وخطوط تحفظ للوطن كرامته وأمنه واستقراره؟!.. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
أوقفوا جرائم الحوثيين لتأمنوا مكر القاعدة 1404