كثير ما يتحدث الإعلام الرسمي الإيراني وأذياله المتفرعة في المنطقة عن مدى إمكانية إيران دفع الكيان الصهيوني عن حربه في غزة وعن قطع يده وما إلى ذلك من مصطلحات باتت عجائز القرن المسنات يرددنها لكثرة سماعها منذ القدم وليس كل ذلك فحسب بل لا يخجلون حينما يرددون عبارات وهمية المراد منها؛ ان تصل إلى ذلك الكم الهائل من الغوغاء والسذج والعامة من الناس الذين لا يدركون حقيقة المشروع الإيراني ومن تلكم العبارات قولهم كذباً بأن الجمهورية الإسلامية في أتم الاستعداد لتوجيه ضربة لإسرائيل شريطة أن تطلبها المقاومة وكذلك قولهم: نحن اخبرنا حماس بأننا جاهزون يبقى فقط صفارة الإنذار و كأنهم في ملعبٍ كروي بينما هم في الحقيقة ما يقومون به أشواط وأهداف في الملعب الإسلامي الكبير ولتحقيق أهداف وغايات لا يستفيد منها سوى الأعداء الذين يستهدفون الأمة ومن منطلق ذلك يستطيع العدو الإسرائيلي ان يحقق أهدافه بسهولة ويسر وفي ظل واقع الشتات والفرقة التي تعيشها الأمه بسبب تلك المجموعات المنتشرة والمسلحة في كثير من البلاد العربية بفعل السياسة الإيرانية العدائية تجاه العرب وتاريخهم ورموزهم الذين سطرهم التاريخ في انصع صفحاته بأفعالهم التي أشرقت بها الأرض واستفاد منها الإنسان ولذلك لا نستغرب من كثرة التصريحات الهادفة لتوسيع رقعة المشروع الإيراني بل نستغرب من ذلك الأداء العربي الضعيف من المواجهة بالقوة وكذلك بالفكر والإعلام والإتقان في استخدام الإعلام نحو أهدافه المرجوة خصوصا في الوقت الذي تستمر فيه عوامل الاستقطاب الحادة والتي باتت مخيفه للغاية.
ولذلك يبقى ما أردنا قوله إن دول المقاومة والممانعة لم تتحرك إزاء العدوان على غزة ولو بالقدر اليسير من تلك التصريحات المعتادة والأيقونة التي كثيراً ما يرددونها ويسعون لتلميعها وإيصالها للرأي العام في سبيل الوقوف معهم والانحناء لمنهجهم وفكرهم لا اكثر بينما يعتقد البعض إلى حد الجنون بأن إيران تعادي أمريكا والصهيونية بينما يتضح الآن خلاف ذلك تماماً.
ومن هنا أعني مظلومية الفلسطينيين خصوصا في قطاع غزة تتحرك إيران في صورة الناصر والمعين وإن كان ما تصرح به المقاومة الفلسطينية من دعم إنما هو لذر الرماد في العيون وأداة لدعم مقاوميها الآخرين في لبنان والعراق واليمن وغيرها والترويج للقول بأن إيران تدعم المقاومة وفي مقدمتها فلسطين بينما يكمن أسباب الدعم لتغذية أذيالها في المنطقة واستخدامهم حسب الرغبة والتوقيت المناسب
وبالرغم من بيان الموقف الإيراني إزاء الحرب الدائرة في غزه وصمته المخزي وغياب دوره الذي يتحدث دائماً عنه يتضح جلياً الأهداف والنوايا الخبيثة التي تسير عليها ايدلوجية السياسة الإيرانية ومدى توسيع تفاعلها في كثير من البلاد العربية على دماء وأشلاء الفلسطينيين, فأصبحت بالنسبة لها تجارة رائجة ذات مردود وعوائد كبيره لاسيما وأن الخطاب الإيراني من شدة خدائعه ومراوغته ممزوج ما بين الخطاب الديني والخطاب السياسي وليكون الهدف من ذلك الترويج الرخيص بكل السبل والوسائل دونما حقيقة تجري على الأرض وبالعكس تماماً مما يتحدث به عبر الإعلام, بان السياسة الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية أصبحت مفضوحة اكثر من ذي قبل وكذلك تجاه قضية القدس حينما يتم استغلالها استغلالاً رخيصاً دون تقديم أبسط شيء تجاهها كونها قضية محوريه وأساسيه تستوجب التضحية وتقديم كل غالٍ ونفيس ولا تحتاج الى كثرة كلام كما هي السياسة الإيرانية تجاه هذه القضايا الهامة للشعبين؛ العربي والإسلامي.
ومن ذلك المنعطف يجب أن يدرك الناس حقيقة المشروع الإيراني والتصدي له بكل حزم وقوة وذلك حينما اتضحت أهدافه وغاياته وكذلك تبليغ المستطاع من الناس أن لا يتم الالتفات لمثل تلك النزاعات والتصريحات وغيرها من مشاريع الاستعراض الهادفة لحرف الأمة عن مسارها العقائدي الصحيح وانقيادها للمشروع الفارسي. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
التجارة الإيرانية في الحرب على غزة 1003