اليمن السعيد كما قيل ويقال هي تلك الأرض التي تتقد فيها نيران الفتنه القادمة من غرب آسيا ومن ضواحي بلاد فارس كما هو الحال ولايزال في العراق ولبنان وغيرها تغيب فيها معالم الأمل من وجوه الكثيرين حينما انسحقت تحت تلك العجلات الطائفية رقابً لا تعد وجعلتهم رهن الشقاء ردحاً من الزمن ونفسه ذلك المشروع الأيدلوجي الإيراني يراد له أن يتغلغل بشكل موسع خصوصا في اليمن لاسيما وانها بالنسبة لإيران البوابة الجنوبية للمملكة السعودية والوهابية حسب التصنيف الطائفي الإيراني وفي حين أن بوابة المملكة الشمالية تقع في قبضة المالكي رجل إيران في العراق ومليشيات العداء التي تتحفنا بتصريحاتها المعتادة والتي تتضمن استباحة مكة والصلاة فيها والقضاء على الكفرة حسب ما جاء على لسان زعيم مليشيا جيش المختار واثق البطاط وهوما يزيد الأمر تعقيدا حينما تسعى تلك الجماعات المتطرفة الشيعية لغرس العداء المطلق للأشقاء في المملكة والتي تؤزم العلاقة بين بغداد والرياض ما يجعل التعقيد محمولاً بشقيه الحالي والمستقبلي..
ومن هنا يأتي البيان الواضح للدور الإيراني في اليمن وأهدافه وغاياته على المدى البعيد اضف إلى ذلك تمكن إيران من تفخيخ الحزام المحيط بالمملكة وإيجاد قوى في هذه البلاد المحيطة بالمملكة توالي إيران في المنهج وتتلقي الأوامر بتنفيذ المهام فكان من الضرورة أن تدرك المملكة وكذلك حكومة صنعاء أن تلك الأصابع الممزوجة بالخليط المذهبي تسعى لتنفيذ المخطط ومحاولة تضييق الخناق على المملكة كونها النقيض الوحيد للمشاريع الإيرانية في المنطقة..
ومع إدراك إيران بمستوى الأداء السعودي الضعيف في مناطق التواجد السني في العالم وخصوصاً الشرق الأوسط فهي تحاول أن تسخر جميع طاقاتها وإمكانياتها للتسويق عبر الإعلام أو ترديد الشعارات العاطفية التي ليس لها مضمون أيدلوجي حقيقي وكذلك عبر الحروب المفتعلة ومحاولة الظهور الجهادي في محاولة كسب الشعبية والانقياد لمنهج التشيع وليس من أجل التشيع فحسب بل لكي يكون المتشيعون أداة للتضييق على المملكة وحزامها الأمني وشريطها الحدودي وفي التمكين أيضا لبقاء الإمبراطورية الفارسية وتوسيع نفوذها وتكون محاطة بالأتباع خصوصاً العقائديين منهم والسياسيين كغطاء للطائفيين منهم.. ولذلك حينما تكون الدولة اليمنية وللأسف بجيشها أدوات للوساطة ما بين ألوية من الجيش والحوثيين في محافظة عمران يكون الإشكال المبني على تصوير المستقبل في ضل توقيع الوساطات والهدن وغيرها التي تنتهي صلاحياتها فور التوقيع وقبل أن يجف الحبر ولأن المشروع الإيراني بأيدي سفرائه الحوثيين في اليمن ليس صدفة حتى يتوقف بل هو مشروع توسعي بقوة السلاح لا يتوقف بزمن أو ارض أو وساطة بينما لم يكن ليتواجد ذلك المشروع إلا للتقدم بأهدافه وخريطته المرسومة في طهران..
وهنا تجدر الإشارة إلى أهداف الحوثيين بكونهم الجناح الإيراني في اليمن والتي تسعى من خلالهم إيران لبناء كيان قوي ومتماسك كحزب الله في جنوب لبنان على أن تكون أهداف ذلك الكيان تلغيم البوابة الجنوبية للمملكة ونشر الفكر الإيراني في اليمن لا أكثر في حين أن هذا الكيان هو في الأساس بمثابة لغم إيران للمملكة من بوابتها الجنوبية ما يعني محاولة الحوثيين المتكررة للسيطرة وبسط النفوذ على المناطق الواقعة في شمال الشمال وبين ذلك الموانئ القريبة لتسهيل التحرك والتواصل بين الطرف الإيراني والحوثيين عبر تلك الموانئ..
بذلك الضعف السعودي في الأداء ودعم الحلفاء فإن المشروع الحوثي في اليمن بات مستشريا لأسباب تستند للدعم الإيراني المكثف في مقابل البسطاء من أبناء الشعب اليمني الذين لا يمتلكون سلاحا للمواجهة أو أموالا للمناهضة الفكرية لتغلغل المشروع الإيراني وما يحدث الآن من مواجهه يكون بمثابة الرنين لتلك الأذن أن تتحرك لوقف الزحف الحوثي المسلح الذي تعدى منطقة دماج وأبناء الشيخ الأحمر في عمران وهاهو اليوم مع الجيش وجهاً لوجه وبذلك تكون محافظة عمران إحدى نقاط الحوثيين التي الهامة وبموجبها يستطيع الحوثيون إسقاط العاصمة صنعاء فور سيطرتهم عليها والتوسع تدريجياً حتى يتم القضاء على مؤسسات الدولة كما حصل في عمران بعدها يكون الانقضاض على الحكم بقوة السلاح وتأتي أسباب ذلك الانقضاض لعدة عوامل ابرزها عامل الانحناء للحوثيين مع الإدراك العميق بما يقومون به في مناطق الصراع وكما قيل لن يستطيع احد ركوب ضهرك إلا إذا انحنيت وكذلك لن يستطيع أحد تفخيخ بوابة المملكة الجنوبية والسيطرة على صنعاء إلا إذا تم التساهل مع أصحاب المشاريع المعروفة والظاهرة للجميع.. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
اليمن..مستقبل جماعة ونهاية دولة 1319