لدينا عادات غذائية سيئة كثيرة, لكن أبرزها يتمثل في عدم الاهتمام في نوع وكمية الطعام الذي نتناوله فنحن نتناول الكثير من الأطعمة النشوية أو الـ "كربوهيدرات" كالأرز والخبز والبطاطا والمكرونة والمعجنات بكافة أشكالها وألوانها الطبيعية منها والمصنعة, أيضاً نتناول الكثير من السكريات, بل إن أحدنا لا يكاد ينتهي من طعامه حتى يسأل عن نوع الحلو الذي يختم به وجبة الغداء كل يوم, نحتسي أيضاً كميات مهولة من أكواب الشاي والقهوة والعصائر المعلبة خلال اليوم الواحد, وفي الحقيقة نحن نتعامل مع أجسادنا بفوضوية كبيرة عندما نجعل جهازنا الهضمي سلة مهملات نقذف بكل ما هو بين أيدينا إليها في غفلة كاملة عن دور هذا الجهاز بالتكامل مع شرطة الغدد المتيقظة لعملها ليل نهار.
السمنة بأمراضها المختلفة خلال السنوات الأخيرة في مجتمعنا خاصة في الأوساط النسائية كونها أقل إقبالاً على الرياضة والحركة من الرجل الذي ربما وجد في المشي رياضة ملائمة.
والواقع أن جميع الأمراض التي نعانيها في الوقت الحاضر من ارتفاع ضغط الدم إلى السكري وأمراض العظام والذبحات الصدرية والجلطات المتكررة.. كل هذا يعود سببه إلى ذلك العضو الصغير الذي يتوسط جذع الإنسان منا, المعدة, التي جاءت وصية رسولنا الكريم لتعلمنا كيف نتعامل معها وما الذي يلائم وظائفها حين قال صلى الله عليه وسلم:
"بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه" وقال أيضاً: "صوموا تصحوا".
إذاً فالصيام بالإضافة إلى تحديد كمية ونوع الطعام الخفيف الذي نتناوله سيبقي أجسادنا في صحة جيدة, وهذا مطلب أساسي للتمكن من ممارسة الشعائر والعبادات دون عوائق.
ولقد تحدثت كتب الطب القديمة عن أجود الغذاء الذي يمكن أن يتناوله الإنسان, فكان أجوده المأكول في مواسمه على جوع, تقبله النفس ويستسيغه المذاق, النقي في أصله.. وهذا ينطبق على طعام رسولنا الكريم الذي كان صلى الله عليه وسلم يطعم التمر واللبن وخبز الشعير..
إن ما يقع على عواتقنا من مسؤوليات ومهام وواجبات دينية أو أسرية أو اجتماعية يحتم علينا الاهتمام بصحة أجسادنا حتى نستطيع الوفاء بتلك المهام التي لا يمكن أن يقوم بها سوانا لهذا علينا أن لا نتعامل مع هذه الأجساد وكأنها سلة مهملات, بل علينا صيانتها وحمايتها من أسباب المرض والعطب, سواءً بإحياء مضغة القلب فيها أو الاهتمام بمطعمها ومشربها وأوقات الراحة التي تحتاجها. ولعل تحري الحلال في الرزق من الأسس التي ينبغي أن يرتكز عليها اهتمامنا بها, فالقليل من الطعام والشراب قد يوجد فراغاً في أجسادنا يمكن ملؤه بأنواع من العبادات الروحية الراقية التي تجعل الإنسان مترفاً عن إشباع رغبات الجسد مهما كان نوعها..
ألطاف الأهدل
لا تجعلها سلة مهملات.. 1484