يعيش أحدنا حياته أحياناً بما يشبه الكلمات المتقاطعة. مجرد كلمات من شرق القاموس العربي وغربه، كلمات نكملها كتابة ونطقاً دون ان نحقق منها أي معنى. فالبعض يكتمل مشوار حياته ولم يحقق إنجازاً واحداً يثقل ميزان حسناته عند الله ويبقى أثره خالداً عند الناس.
تحدث مواقف كثيرة وتصدر عنا ردود أفعال اكثر لكن هل كانت تلك المواقف أو ردود الأفعال حقاً يستحق أن ينصر أو باطلا يستحق أن ينكر؟ على الأغلب لا، ولو أن هذه الجملة السابقة بقيت كقاعدة يزن أحدنا كل أفعاله عليها لما حصل التطفيف الاجتماعي الذي نعانيه اليوم . وعلاوة على ذلك فإن البعض منا أيضاً يمضى عمره بحثاً عن كلمة السر التي تبحث عنها لعبة الكلمات المتقاطعة. فالبحث عن الاستقرار والسعادة غاية ينشدها الجميع من الناس، لكن ما هي أدواتها؟ هل هي السلطة أم أنه المال؟ هل هي الوجاهة أم كثرة العيال؟ فباختلاف الأداة التي يستخدمها الإنسان تختلف النتيجة حتماً. فمن يستخدم المال وحده للوصول إلى السعادة يفقد وفاء الناس، ومن يستخدم السلطة وحدها يفقد حبهم، ومن يظنها آنية عبر وجاهته فقط قد لا ينال ولاءهم، ومن يراها بكثرة العيال زال ما بينه وبينهم من مروءة. ولهذا لا توجد كلمة سر يمكنها أن تجعل حياتنا أجمل أو أبهى أو اكثر استقراراً. كما أنه لا توجد خلطة سحرية يمكنها أن تفعل ذلك. فالسعادة كنز لا يمكن الحصول عليه إلا في أعماقنا نحن.
نعم، فنحن نبحث عنه دون أن ندرك أننا نملكه، يحدث هذا لأننا لا نحسن إستخدام الأدوات التي يمكن ان ننقب بها عنه في أعماقنا. العطاء، الوفاء، الأيمان، القناعة، الإخلاص، الصدق ... كلها أدوات يمكن ان نجد السعادة عبرها، لكن فقط إذا اردنا ذلك. وبالمناسبة فإن لا يوجد منا أنسان لم يمر في حياته بفترة الكلمات المتقاطعة هذه . ربما حدث ذلك في سنوات العمر الأولى التي عادة ما تكون خالية من الخبرة والتجربة، لكن يعود الأمر إلى التوازن بعد ان نكون قد تجاوزنا متوسط العمر إلى سن النضج والشدة، هنا فقط نستطيع ترجمة كل تلك الخبرات والتجارب إلى إنجازات من الصعب التنازل عنها. والمشكلة أن يصل البعض إلى هذا العمر ولا زال يبحث عن كلمة السر تلك.. مشكلة.
ألطاف الأهدل
كلمات متقاطعة 1547