هذا الوصف وبكل أسف أطلقه على مجموعة من الناس في أحد المكاتب الحكومية منهم من هو موظف في ذلك المكتب ومنهم من هو من مواطن أو عميل أو مستفيد من خدمات ذلك المكتب.
في الحقيقة وقبل كل شيء يجب أن نعرف أن هذا الأمر سائد في جميع مكاتب الدولة, فلا يستطيع أحد أن يفرق بين الموظف والمستفيد اللهم في حالة الإصغاء إلى نوع الحوار وآلية التعامل بينهما, أما من الناحية الشكلية؛ فالموضوع أشبه بالتفريق بين وجوهنا خارج المرآة أو داخلها لا أثر لوجود رواتب أو بدلات أو حوافز, الكل يرتدي ألواناً شاحبة وموديلات قديمة, بعضهم يفقد زراً أو أثنين من أزار قميصه, وبعضهم يتدلى حزامه عن خاصرته مثل طفل يلعب الغماية في أزقة القرية, وبعضم نسي أن يمشط ما تبقى من الشعر على رأسه, آخر لا يعرف لون حذاءه لتكدس الغبار عليه.. والكل يجتمع في وحدة اللفظ غير اللائق بمكتب حكومي من واجبه تقديم خدمات راقية ومميزة لعملائه والمستفيدين من خدماته المواطنين.
في الحقيقة يفتقد بعضهم للضمير الإنساني الحي واليقظ لمساعدة المواطنين في إنجاز معاملاتهم بسرعة وإتقان ليتمكنوا من استكمال إجراءات روتينية طويلة ينطق أحدهم بعدها للعمل والكسب بأمان, وكلما تحدثنا عن المكاتب الحكومية ومعاملاتها الحلزونية فتذكر أنواع الاستغلال التي قد يقع فيها أحدنا هناك دون أن يحسب لذلك أي حساب.
تفتقد في مكاتبنا الحكومية لآداب إنسانية وأخلاق وظيفية كذلك, الذي يجده أحدهم فيها, أتذكر أننا لم نكن بهذا السوء الذي نحن عليه اليوم, مكاتبنا مهملة, مهجورة, لدرجة أن تعشش فيها عائلات من أنواع العنكبوت دون أن يستفز ذلك أحد الموظفين أو الموظفات من أجل إصلاح الوضع وتعديل النظرة المأخوذة عن هذه المكاتب مهما كانت بسيطة, ففي نهاية المطاف, هذا المكتب يمثل الحكومة ومن فيه مسؤولون عن إظهاره بشكلٍ لائق ومثالي.
لماذا لا يتم إصدار قوانين أو لوائح محلية تفرض جمال المظهر وسلامته مع العاملين في تلك المكاتب؟! هل من الصعب حدوث ذلك, أم أن رداءة الذوق وسوء المعاملة أمر لا يستحق الاهتمام في مثل هكذا مكان, من غير اللائق أن نتحدث عن أمرٍ بديهي كهذا, لكن الواقع يدفعنا للحديث عنه بهدف الإصلاح والتغيير للأفضل وتحسين صورة مكاتبنا الحكومية أمام الآخرين من الوافدين أو السياح..
لا بد أن نتحدث عن الأناقة والجمال وأصول التعامل مع الناس قبل الحديث عن مستوى الأداء ومقاييس الجودة.. ففي الأول تقييم المهارات شخصية وفي الثاني تعزيز لوجودها.
ألطاف الأهدل
لذا تراهم شعثاً غُبرا؟! 1424