قال تعالى " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم "..
بعد أن تنكر الحوثيون ومعهم اللجنة الرئاسية لكل مبادئ القيم والرجولة والإنسانية وشاهت وجوههم واغبرت مسيرتهم حينما وقعوا الاتفاق مع اللجنة الرئاسية ثم غدروا وخانوا وهاجموا مقر اللواء 310 وقتلوا عدداً من الضباط والجنود واقتادوا قائد اللواء إلى جهة مجهولة ثم قاموا بإعدامه ثم تأتي قناة مسيرتهم لتتحدث عن وجود جثة اللواء القشيبي مقتولاً وكأن الشعب اليمني بكامله قطيعاً من الأغنام يصدق ما يروجون له عبر مسيرتهم الباغية التي تهدف لنشر العنف وتقسيم البلاد.
إن ما تعرض له اللواء القشيبي خيانة فاضحة لله وللوطن والشعب وذلك في خذلانه وعدم إمداده وكذلك من أولئك الذين غدروا به في الأمس وسلموا المقار الحكومية للمجرمين الذين لا عهد لهم ولا ميثاق يتربصون بالشعب وقواته المسلحة الدوائر فكانوا بمثابة اللص الذي يقتنص الفرصة لإشباع هوايته بالسرقة, ففي تلك الساحة قتل البطل وفي كربلاء عمران ترجل الفارس وأصبح قبلة للشرفاء, فكان مثل الحسين تمت محاصرته ثم منع عنه حتى الشرب من محيطه الذي يفيض ماءً ثم الإجهاز عليه وقتله فقط لأنه يدافع عن الحق والعهد الذي قطعه.
ومن قصة استشهاد الإمام الحسين في كربلاء نستلهم تلك المعاني بما جرى اليوم في عمران فحينما قتل رسول عبيد الله بن زياد والي الكوفة "شمر ذو الجوشن", كان مقتل الإمام الحسين في كربلاء بتلك الطريقة التي شاهدها العالم أجمع ولكن الإمام الحسين خرج ليتحدث عن القتلة ويشتكي من شيعته "أهل الكوفة" فيقول: «ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت أخاف ظلم رعيتي استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا أشهود كغياب، وعبيد كأرباب أتلو عليكم الحكم فتنفرون منها، وأعظكم بالـموعظة البالغة فتتفرقون عنها، وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا، ترجعون إلى مجالسكم، وتتخادعون عن مواعظكم، أقومكم غدوة، وترجعون إلي عشية كظهر الحية، عجز الـمقوم، وأعضل الـمقوم أيها الشاهدة أبدانهم، الغائبة عقولهم، الـمختلفة أهواؤهم، الـمبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه، لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم. يا أهل الكوفة، منيت منكم بثلاث واثنتين: صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء! تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها! كلما جمعت من جانب تفرقت من آخر".
بتلك الطريقة قتل الحسين وبها أيضاً يُقتل اللواء القشيبي في محافظة عمران مدافعاً وحامياً عن الوطن والشعب من البغاة المجرمين السفاحين الذين كفروا بكل القيم والمبادئ وأصبحوا يداً يمنية لليد الأمريكية الصهيونية فلا غرابة من غدرهم وخيانتهم فإنهم إخوان اليهود لكنهم اشد قبحاً وسوءاً وظلماً وجوراً عروقهم تتفجر كفراً وظلماً وشهوةً للقتل والإجرام.. قاتل قتال الأبطال ولم يختبئ أو يجبن أو يفر بل ثبت حتى تبللت بزته العسكرية بدمه رضوان الله عليه.
وعن اللواء القشيبي فحدث عن رجولته ولا حرج وعن بطولته رغم تقدم سنه ولا حرج وعن إيمانه في مقابل كفرهم ولا حرج وعن وطنيته في مقابل إماميتهم ولا حرج وعن عهده وقسمه ولا حرج ولذلك لا تفصلنا سوى ساعات منذ استشهاده- رحمه الله- وجميعنا يعلم تلك الكلمات التي تحدث بها ثم أوفى بما تعهد به حينما قال: بأنه سيقاتل حتى آخر قطرة من دمه ثم فعل وترجل- رحمه الله- وبعكس ذلك الرجل التافه الذي يختبئ في جبال وكهوف مران كالنساء فلا شرف له ولادين ولا رجولة يلعنه كل لسان ويشهد بكفره وظلمه كل إنسان.
وهنا ننقل نبذة مختصرة عن اللواء الشهيد في الجيش اليمني الذي أعدمته مليشيا الإرهاب الحوثية ليلة امس الأول دون أن تحرك الجهات الرسمية أي ساكن أو حتى عزاء في استشهاده.
إنه الشهيد السعيد/حميد محمد عبدالله القشيبي (2014-1940 ) قائد عسكري، وسياسي يمني ولد في قرية ضابي، مديرية بلاد الروس، في محافظة صنعاء ، شارك في قيام ثورة 26 سبتمبر الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي سنة 1962م، وفي معارك الدفاع عن هذه الثورة في جبهات قتالية مختلفة، كما شارك في عدد من الأحداث السياسية؛ منها الانقلاب الأبيض الذي تزعمه الرئيس إبراهيم محمد الحمدي ضد الرئيس عبد الرحمن الإرياني المعروف بحركة 13 يونيو التصحيحية، وقد ترقى في رتبته العسكرية حتى وصل رتبة لواء ركن.
حياته وأدواره
حصل على عدد من الدورات العسكرية منها: دورة سلاح الإشارة في مصر عام 1384 هـ / 1964م، ودورة في المدرعات في نفس العام، ودورة أخرى في المدرعات عام 1389 هـ / 1969م، ودورة في قيادة الألوية في الاتحاد السوفيتي عام 1409 هـ / 1989م، ونال درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية الأركان السعودية عام 1394 هـ / 1974م.
مناصب تولاها
عمل قائد فصيلة إشارة عام 1384 هـ / 1964م، ثم قائد سرية إشارة في العام التالي، ثم قائد سرية دبابات عام 1389 هـ / 1969م، ثم قائد كتيبة دبابات عام 1393 هـ/ 1973م، ثم رئيس عمليات لواء مدرع عام 1394 هـ / 1974م، ثم رئيسًا للعمليات في الفرقة الأولى مدرع عام 1402 هـ / 1982م، ثم قائد اللواء الأول مدرع عام 1410 هـ / 1990م، ثم رئيسًا للعمليات في الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية ثم قائدا للواء 310 مدرع.
استشهد بعد أن تآمرت اللجنة الرئاسية ومعها الحوثيون بعد أن ظلت لفترة طويلة تتحدث عن معركة الحوثيين والمجموعات المسلحة حتى ظهر الحق وبانت الحقيقة, فتحدثت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن الحوثيين هاجموا اللواء 310وقتلوا عدداً من الجنود والضباط وكأنهم غائبون عن المشهد, فكيف بلواء يتم التساهل مع المجرمين للاستيلاء عليه وقتل قادته وجنوده هل توجد لديكم ذرة من غيرة على الجيش وجنوده الجوعى الذين حتى لم تُشبعوا بطونهم رغيفاً وأبدلتم بطونهم رصاصاً قاتلاً قاتلكم الله أيها المجرمين والمتآمرين والناكثين للعهود والمواثيق ومن منطلق ذلك فلماذا تحاربون القاعدة التي تقتلوا الجيش هل تغارون هناك وتستميتون هنا أيها المجرمون ولكنكم تريدون بذلك تعزيز تنظيم القاعدة بشباب لقتال الجيش الخائن للوطن والشعب والذي يلعب على وترين ونغمين لا من اجل الوطن والشعب, ولذلك فإن دماء القشيبي لن تبرد حتى تُسكب دماء الرئيس هادي ووزير دفاعه اللذين خانا الوطن والشعب. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
اللواء القشيبي..وكربلاء عمران 1325