ليس من المعقول أن تستمر تلك الحالة المليئة بالمآسي التي يقوم بتصديرها عبدالملك الحوثي من جبال وكهوف مران بصعدة إلى محافظة عمران تطال النساء والولدان والعجزة وغيرهم والتي ستكون عليهم حسرة وسيعلمون في يوم ما أن دخولهم عمران بمثابة الانتحار والسقوط في وحل المجهول وتعميق بؤرة الخصومة السياسية مع أطراف من الصعب أن تخرس ألسنتهم أو أن يتركوا الأرض مفروشة بالورود للسادة الحوثيين مع أن الأيام تخبئ بين دفتي صفحاتها جماعات عنف مسلحه تسعى للثأر من الحوثيين وإعادة تحجيمهم الحقيقي بل وستسكب من دماءهم بقدر ما سكبوه من دماء اليمنيين ولا يمكن أن ترحمهم نكاية بأفعالهم المشينة التي تصد حواجز الإنسانية عنهم خلال الأيام القادمة وإن شئت فقل الأعوام القادمة المهم أنه لا سبيل من الثأر والقصاص وإعادة الصاع صاعات من المؤكد أنها لن توجع السيد بنفسه وحاشيته المختبئين في جبال مران بل مصدر بؤس لأولئك الذين يسيرون وفق أوامر السيد في سبيل المشروع مع عدم الإدراك بهوة تلك الحفرة التي تتعمق يوما بعد آخر لإعادة تحجيمهم الحقيقي والطبيعي وإزالة الاستئثار بوهم القوه والتمويل الخارجي ومن ثم إصابة عمقهم الاستراتيجي بمحافظة صعده ولذلك فإن ما يحدث في العراق الآن خير دليل لمستقبل الحوثيين في اليمن في ضل ما تقوم به ميليشياتهم المتنكرة للدين وقيم ومبادئ الإنسانية..
ومن منطلق الاستفزازات التي يقوم بها الحوثيون في عمران والجوف ورضمة إب وغيرها من المؤكد أن الإعداد يتم الآن لحسم معركة المستقبل والتي يستحيل فيها النصر للحوثيين مهما كانت قوتهم ولأنه لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ولذلك فإن داعش خير نموذج يتوجب على الحوثيين إدراك صنائعهم التي يعتبرونها انتصارا بينما هي مستقبلا سيئا تتقد فيه النار لتحرقهم وتجعلهم في موضع لا يحسدون عليه فكان حري بهم حفظ مستقبلهم وصون دماءهم وأعراضهم من شر الانتقام الذي سيكون وخيما ومناسبا لما يقومون به في زمن الاحتقان السياسي بين الأطراف وما يجب أن يدركه ويعيه الحوثيون هو أن فرصة سانحه أعطتها لهم الثورة في تحسين صورتهم وحفظ مستقبلهم لكن الرسم الإيراني للخطة لا يبدو كذلك ولا يتوافق مع ذلك كون سفن السلاح كانت ولاتزال من أبرز أنواع الدعم الإيراني للجماعة في الوقت الذي كان الأولى الدعم برغيف الخبز وابسط مقومات الحياة بديلا عن آلات القتل والدمار والتي تأتي في إطار السعي الإيراني لحفظ سياج وحدود امن إسرائيل حينما يقوم الكيان الإيراني بتلغيم وتفخيخ المنطقة وإدخالها في أتون صراعات جانبية هي في غنى عنه بل وإشغالها عن مشروع الجهاد الحقيقي في مواجهة العدو الحقيقي والمؤسف هو انسياق البعض خلف تلك المشاريع وهو الأمر الذي يجعلهم عرضة للقتل والتنكيل وبوابة للصراع العريض الذي لن ينتهي إلا بزوال ظلمهم وجورهم وإفسادهم ومسيرتهم التخريبية التي تهدف لخلخلة عرى الدين والتماسك المجتمعي والشعبي وستأتي الأيام بداعش في اليمن مالم ينته الحوثيون من جورهم وظلمهم وممارساتهم التي تكسر حواجز التعايش معهم مدى التاريخ ولذلك ما يحدث الآن في عمران رسالة واضحه لمدى المشروع الحوثي الذي يراد تصديره لجميع المحافظات وفي خطابه الأخير تحدث السيد عن محاولته اخذ الحيطة والحذر من تكرار ما حدث في العراق أن يحدث في اليمن ولذلك فإن ما حدث في العراق قد تعدى على أسيادك أيها السيد في إيران وكربلاء فكيف بك أنت وأنت تجور ظلماً ثم تحاول الاحتجاب ولكن دون جدوى وستثبت ذلك الأيام كما أثبتته في العراق والشام وسيكون الضحية هم الأتباع العبيد الذين لا يعرفون من الدين إلا اسمه وسيكونون ضحية التاريخ الذين يسعى سيدهم لتعميق هوة الحفرة التي ستحرقهم ولا مناص اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.. والسلام
عمر أحمد عبدالله
من عمران..السيد يعجل بزواله 1256