لا تتوقف الدكتورة (عفاف) أخصائية التغذية وشقيقتي التي أحبها ملئ الدنيا, لا تتوقف عن إعداد الأنظمة الغذائية الملائمة للحالة الصحية التي يعيشها أفراد الأسرة, صغاراً كانوا وكباراً, ذكوراً أو إناثاً.
وغالباً ما تنصحني بممارسة التمارين الرياضية أو على الأقل المشي لمدة ساعة في الهواء الطلق. بالنسبة للرياضة فجميعنا يمارسها كل يوم تقريباً في مجال العمل المنزلي أو المكتبي, ولعل تضاريس تعز غير السهلة تعد رياضة في حد ذاتها, أما بالنسبة للمشي لمدة ساعة في الهواء الطلق فغالباً ما ابتسم ابتسامة ساحرة أخفيها عن شقيقتي وهي تتناول الأمر بجدية كاملة بينما أحدث نفسي بصمت: أين هو الهواء الطلق؟! وأين هو الممشى الخاص لمحبي رياضة المشي ونحن نعيش في أكثر المحافظات ازدحاماً وتلوثاً؟!.. لقد أصبحت رحلة الذهاب للعمل كل صباح جهاد لكثرة المخاطر المرورية التي تعانيها شوارعنا المكتظة بكل ما يسير على أثنين أو أربع!
غالباً ما تبحث عن الجمال الخارجي في الوقت الذي تعاني منه أرواحنا مشاكلها الخاصة فيما يتعلق بجمال الداخل والخارج, نعم فحتى أرواحنا لها تفاصيلها الخارجية الجميلة التي لا يشوهها إلا البعد عن كل ما أحل الله والاقتراب من كل ما حرمه, طيب! أين المفر إذا ما الحياة مشحونة بالشوائب في داخل الجسم وخارجه؟!.. أنا لا أجد رياضة أروع من رياضة التأمل التي تبدأ وتنتهي بالمناجاة لكبير يصغر أمامه كل عظيم, وكريم يرخص أمامه كل جواد, التأمل رياضة للحواس التي تبقى هي نوافذ الأمل المُشرَعة على الحياة بكل ما فيها من أفراحٍ وأتراح.
تمنيت لو أن تلك المخططات المدنية الحديثة تختلف عن الشكل العتيق للمدينة الأم التي لم يبق فيها مكان لموطئ قدم, لكنها وبكل أسف مجرد مخططات شكلية لا يد للحكومة بجهاتها المختصة فيها إلا رسم الشوارع الرئيسية فقط, أما ما يتعلق بكل المرافق الحيوية والهامة فيها, فإن القرار هنا للرعية ومُلاك الأراضي الذي يبيعونها بعشوائية كبيرة ليقع المواطن المسكين في خطأ أكبر من ذلك ويستثمر أرضه ببناء عشوائي فقط ليشعر بالطمأنينة والأمان. أتمشّى فيه "بس" يا (عفاف)؟!.. حتى النوادي الرياضية في المدينة نوادٍ معدودة ومتباعدة وتحتاج لجدولة زمنية دقيقة أستطيع من خلالها التوفيق بين العمل والبيت وحقي في الحصول على صحة جيدة عبر ممارسة الرياضة بشكلٍ متوازن.
يا الله!! ما أشقى نساء هذا الجيل, هُن سمان من الخارج فقط, لكنهن في الداخل عجاف من الحب والاستقرار!
ألطاف الأهدل
أتمشى فين بس!!! 1278