الصيام عبادة تشتبك مع أعتي الغرائز البشرية وهي غريزتا لأكل والجنس وهما الغريزتان اللتان سيطرتا على السلوك في الحضارة الحديثة، وفرضتا نفسهما على كل شيء في عالم الأزياء والغذاء! والإسلام لم يأتِ ليحارب غرائز الجسد، ولكنه جاء يهذبها ويرقي الجسد بدقة ويحاصره بأحكام الحلال والحرام، ويرشده إلى مصالحه العاجلة والآجلة.
وقد ختمت آيات الصيام بقوله تعالى : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون" . فالصيام وإن كان تكليفا فيه بعض المشقة إلا أنه حميد العقبى جميل الأثر و يتحول مع الأداء الصحيح إلي نعمة جديرة بالشكر.
أما عبادة الجسد والمسارعة في هواه فحيوانية تزري بصاحبها وتجر عليه الهوان في الدنيا والآخرة.
وقد انفرد الإسلام بهذه الفريضة من الحرمان الموقوت، وجعلها دعما للإرادة ومعراجا للسمو ومرضا ة لله سبحانه.
وفي رمضان معظم القنوات لا تواكب الأجواء الرمضانية, وإنما تكثر من فنون التسلية لتنقل للمسلمين من الجد إلى الهزل وتصرفه من معناه لشغل الناس بقضايا خيالية غير مفيدة وهناك قنوات مفيدة.
إن رمضان فرصة لتوبة نصوح ،وأمل في نصر قريب, فهومن العوامل التي ستساعدنا على إكمال أهداف الثورات التغيرية إن شاء الله على شرط أن نصومه ونقومه كما أمر الله سبحانه.. اللهم تقبل صيامنا..
محمد سيف عبدالله
الصيام جاء ليُهذب الغرائز 1110