كثير من الناس يشكو ويتساءل: ماذا أفعل و في رمضان تزداد الأعمال الخدمية و الاجتماعية مما يؤثر بالسلب على إتقان العبادة؟
إن الحركة وسط الناس مطلوبة لتوجيههم و دعوتهم إلى الله و مساعدتهم و إسداء الخير لهم، و لكي يستفيد المسلم من هذه الحركة لابد و أن تنطلق من إيمان حي و نفس مزكاة، فإن لم يحدث هذا كانت النتيجة سلبية كما قال صلى الله عليه و سلم:" مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه، مثل الفتيلة تضيء للناس و تحرق نفسها".
عزيزي الصائم: في رمضان العمل مع أنفسنا أهم واجباتنا وإليك ما يقوله الرافعي" إن الخطأ أكبر الخطأ أن تنظم الحياة لمن حولك و تترك الفوضى في قلبك"..
وشهر رمضان فرصة عظيمة لشحن القلب بالإيمان، و ترويض النفس و تزكيتها، فإن ضاعت من المسلم هذه الفرصة, فأي حال سيكون عليه قلبه وإيمانه ؟
فمن لم يحيي قلبه في رمضان فمتى يحييه؟ ومن لم يتزود بالإيمان في رمضان فمتى يتزود؟
من هنا نقول إنه ينبغي علينا الاستفادة من شهر رمضان على المستوى الفردي أكثر من المستوى الاجتماعي حتى نستطيع أداء واجباتنا الاجتماعية طيلة العام ..
وليس معنى هذا هو الاعتكاف التام عن الناس طيلة الشهر، و لكن المقصد هو تخفيف الجرعة، و هذا يستدعي منّا إنهاء ما يمكن إنهاؤه من واجبات اجتماعية وخدمية قبل قدوم رمضان أو بعد رحيله و الإقلال قدر المستطاع من الزيارات العائلية والإفطارات المجمعة، و كيف لا و شهر رمضان " أياماً معدودات" سرعان ما تنقضي.
إن التخطيط الجيد لتنفيذ الأعمال الاجتماعية والمساعدات الخيرية والحرص الشديد على الوقت وتنظيمه يساعد- بإذن الله- على تحقيق مصلحة الفقراء دون الإخلال ببرنامج الاستفادة الحقيقية من رمضان وبهذا نجمع الخيرين.
هشام عميران
بهذا نجمع الخيرين..!3 1092