عزيزي القارئ: وأنت تقرأ هذا المقال هناك ضيف وزائر سنوي يقرع بابك!, أتريد أن تعرف من هو؟! إنه رمضان, شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار, إنه شهر المحطة الإيمانية والمركبة الربانية للانطلاق بك نحو الخير بل هو مكوك رمضاني للصائمين.. الذين يريدون الانطلاق في رحلة الإيمان والتزود, سيعملون جاهدين على استغلاله واغتنامه فرصة ذهبية لإحياء القلب وعمارته بالإيمان وانطلاقه في رحلة السير إلى الله، لما قد اجتمع فيه من عبادات متنوعة مثل الصيام، والصلاة، والقيام ،وتلاوة القرآن، والصدقة، والاعتكاف، والذكر، والاعتمار، و.. إلخ.
هذه العبادات إذا ما أحسنَّا التعامل معها والعمل على أدائها بإخلاص وباستشعار الأجر والثواب والجزاء من رب الأرض والسماوات, فإن أثرها سيكون عظيماً في إحياء القلب وتنويره وتأهيله للانطلاق في أعظم رحلة: "رحلة السير إلى الله". أما إن تم التعامل معها بصورة شكلية محضة وبدون شحذ الهمم وتشمير السواعد لاغتنام رمضان وكسب مزيد من الأجر والحصول على الثواب الجزيل فسيبقى الحال على ما هو عليه.. ستبقى الأخلاق هي الأخلاق والنفوس هي النفوس، والاهتمامات هي الاهتمامات والواقع هو الواقع و ستستمر الشكوى بعد رمضان من الفتور و ضعف الهمة و التثاقل نحو الأرض.. فإذا أردنا ألا يضيع علينا رمضان, فإن تعاملنا معه سيختلف عن ذي قبل و سنجتهد في الانتفاع الحقيقي به.
هشام عميران
ضيفك يقرع بابك..1 1330