نعم.. نريد رئيساً يعلم كيف يعيش عامة الشعب, لا نريد رئيساً عاش في أبراج من الزجاج ليعيش الشعب قابضاً على الحجارة!.. لا نريد رئيساً يدرس أبناؤه خارج الوطن وتتعدى ثروته مليارات الدولارات وتنتصب قصوره في أجمل عواصم العالم, لا نريد تاجراً أو رجل أعمال أو سياسي ليكون رئيساً لنا, نريد رئيساً من عامة الشعب يعلم كيف يعيش أطفال الوطن في حلقة حرمان من أبسط وسائل الرعاية والترفيه.
نريد رئيساً لا يحمل في قلبه إلا الحب لهذا الوطن, نريد رئيساً إنساناً يؤمن بالوطن وبالمسؤولية التي تقع على عاتقه, رئيس لديه مشاعر وأحاسيس وعقلية فذة في إدارة شؤون الوطن, رئيس يحق الحق ويبطل الباطل ويكون أخاً للكبار وأباً للصغار وصاحب قرار نافذ إذا رأى في الأمر ما يبعث على الحيرة والأسى والاشتباه, نريد رئيساً يحسن اختيار بطانته, ويتفقد بنفسه أحوال رعيته, ولا يخاف في ربه لومة لائم, فما الذي يمكن أن يصيب إنساناً الله معه؟!
لا نريد رئيساً يربي شعبه على الذلة والخضوع والتهاون.
أو يتبع سياسة الغرب وكأننا عاجزون عن تسييس أمورنا بأنفسنا, أو يبيع أراضي الوطن وكأنه يملكه.. نريد رئيساً منا وفينا لا يلعب دور الوصي علينا وكأننا شعب قاصر! رئيس لا يقتدي في سياسته إلا بالعظماء في تاريخ السياسة وإدارة شؤون الرعية, وهل من قدوة لنا أفضل من سيد الخلق الأمين" صلى الله عليه وسلم" وأصحابه الغر الميامين؟! نريد رئيساً يرى الله أمامه حيثما رحل, يحب شعبه كحبه لأبنائه, ويرعاه كرعايته لهم, يحب له الخير والفلاح ويكره له الشر والهزيمة..
فمن أين لنا برئيس يحمل كل هذه الصفات؟! ولما يكون مثل هذا الاختيار صعباً في شعبٍ من المسلمين الذين تجمعهم عقيدة واحدة؟!
إنه الفراغ الفكري والعقائدي الذي بدأ به منذ عقودٍ طويلة قبل أن نصل إلى هذا الفراغ السياسي الذي لا يعلم نهايته إلا الله, نريد رئيساً فطناً يؤمن بقدرات الشعب ويتعامل مع ثرواته بنزاهة, فأين هو هذا الرئيس النزيه؟!.
ألطاف الأهدل
نريد رئيساً منا وفينا!! 1370