ليس مهماً بذلك القَدْر أن تتحرك ألوية من الجيش اليمني في مهمة لا تستحق اكثر من قرار رئاسي يتم بموجبه إعادة تسمية جامع الصالح وتسليمه لوزارة الأوقاف كون المسألة بديهية لا تحتاج إلى تلك العناوين العريضة التي يقتات منها الإعلام الممزوج بإشكالية الولاء المطلق والغير هادف لأشخاص لم تكن أهدافهم سوى القعود على كرسي الحكم دون أهداف وغايات يتلمسها المواطن ويشعر بمواطنته المنبثقة من عوامل ومتغيرات الواقع.
ومن منطلق الإحساس بجدية المواقف التي تتخذها الرئاسة بشأن الأوضاع التي تعيشها اليمن كان الأولى بتلك الألوية أن تتحرك لبسط النفوذ المسلوب حقيقة, تتمترس خلفها مليشيات طائفية عرفت بأدوارها وأهدافها ومقاصدها التي لا يختلف اثنان على أنها الضرر الأم الذي يستهدف اليمن أمنه واستقراره ووحدته وتماسك الشعب وتلاحمه وهي الآن بيننا نعرفها اكثر من أنفسنا إلا ان الجهات الحكومية والرئاسة خصوصا, لا تعير ذلك الشأن اهتماماً كونها اليوم تحاصر السبعين الذي تتواجد تحت ذريعة المسجد بينما المئات من الناس يقتلون ويشردون وتصادر أراضيهم وممتلكاتهم وتجاراتهم التي يلتحفون منها قوت يومهم في عمران وصعده وحجه دون أن تتحرك تلك الألوية لتخفف من آلامهم ومصابهم, يعيشون في حالة نكبة دائمة وحالة نفسية تؤرق الجبين وتورث الهم الحزن الأليم’ فمن تلك إلى هنا نقول: إن أردتم تصديق ممارساتكم السياسية فلتتحرك ألوية الجيش إلى صعده وعمران وتمشي هذه الألوية فوق المليشيات أياً كان انتماؤها, فالوطن لا يحتاج إلى كل هذه المزايدات التي يدفع فاتورتها المواطن ولا يحتاج أيضاً الإخوان إلى مثل هذه السياسات التي تهدف في حقيقتها لتطمينهم وقربهم ثم بعد فراغ السلة يتم الانقلاب عليهم سياسياً ومحاولة إيجاد نقيض سياسي للحيلولة دون وصولهم إلى الحكم كما تهدف خطط عبدالله بن زايد وخلفان وصاحب الرياض وغيرهم من الذين اهتزت عروشهم بشعبية الإخوان وهذا من باب الإيضاح فقط وهو أن لعبة قذرة بدأت تمارس فصولها عقب انتخاب السيسي, بينما الأحداث التي سبقت ذلك في عمران والجوف ودماج كانت مجرد أحداث تهدف لجر الإصلاح في صراع مع طرف يصعب بعده ان يصل إلى الحكم كونه يختلف مع ذلك الطرف ووقعت على إثر ذلك الخلاف معارك وهو ما اتسمت بها قيادة الإصلاح بعدم الانجرار وراء تلك الدعوات المؤسسة بقواعد دولية ما يؤكد أصالته وعراقته ومدى معرفته بالواقع وحيثياته.
ولذلك فإن تلك العناوين المتسترة تحت خلافات لا ناقة للشعب فيها ولا جمل, تكون هزلية تستهدف طرفاً سياسياً بعينه تهدف دول النفط والغرب لإقصائه ومتى حلت مليشيا الإرهاب والعنف في صعده وعمران, فإن مسجد الصالح يعقب ذلك تماماً ومن هنا نوجه الرسالة الهامة إلى الإصلاح بأن كل ما يحدث اليوم ما هو إلا باب يراد منه الدخول إليكم ولي أذرعتكم على غرار ما حدث في مصر, فكونوا اكبر مما يتخيلون؛ فإن جامع الصالح مقدمة لجامعة الإيمان و"اليمن اليوم" مقدمة لـ"سهيل" والمؤتمر مقدمو للإصلاح؛ حتى يتم الركون ثم بعده الاستئصال الضال حسب الإرادة الغربية والقوى الخارجية وهذا حسب ما نراه من خلال الواقع وإن لم يكن فذلك الشأن.
ومن هنا أيضاً فإننا نكرر النداء ولا نزال حتى تحل جميع المليشيات من صعده وعمران وغيرها لمصلحة الوطن كل الوطن الذي نعشق ترابه الطاهر, مهما توسعت بؤر الخلاف فيما بيننا, إلا أن الوطن يكون أغلى وله سره الخاص في النفوس الأبية التي تنغم بالقول" إن للأوطان سراً ليس يعرفه احد".. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
صعده وعمران..يا فخامة الرئيس 1175