بعدما باتت مخططات الثورة المضادة مفضوحة وبالذات بعد أحداث الأربعاء الماضي 11 يونيو 2014م التي كانت بمثابة محاولة انقلابية يائسة، فلن يعدم من أداروا تلك الفوضى الحيلة في العودة مرات أخر لتنفيذ مآربهم خصوصا بعدما صاروا مفضوحين للداخل والخارج وبعدما عمدت لجنة تحديد المعرقلين للمسار السلمي في اليمن إلى استدعاء بعضهم للتحقيق، وبعدما شكا الرئيس هادي لسفراء الدول العشر الراعية للتحول السياسي في اليمن وقوف الرئيس السابق معيقا للتحول السياسي، فهذه المرة سيعمل حلف الثورة المضادة ـ النظام السابق والحوثي ـ بكل ما أوتي من قوة وبنفس خطة الأربعاء التي كانت بمثابة تمرين أولي لتنفيذ سيناريو إسقاط صنعاء، فها هم اليوم يخرقون الصلح الموقع في عمران تدشينا لحرب جديدة يراد من خلالها استكمال مسار حربهم التي تهدف إلى الانقضاض على الألوية العسكرية المحيطة بصنعاء من الجهة الشمالية حيث موقع جبل ضين ، والشمالية الغربية حيث اللواء الأول مشاه جبلي بظلاع همدان، والشمالية الشرقية حيث ألوية الاحتياط بالصمع وفريجة بأرحب، ليتمكنوا بهذا من محاصرة صنعاء من الجهة الشمالية بالكامل، وقبلها يكون استيلائهم على جبل ضين بمثابة سيطرة شبه تامة على حركة مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية، وحينها سيكون على أعضاء حلفهم ـ حلف الثورة المضادة ـ المجهزين في ضاحية صنعاء الجنوبية مهمة التحرك من الضاحية الجنوبية الشرقية لصنعاء وتحديدا من سنحان وخولان باتجاه جبل الريد المطل على سنحان للسيطرة عليه حتى يتسنى لهم مباغتة اللواء المعسكر بجبل نقم وإسقاطه..
يتزامن مع هذا قطع خط إمداد اللواء المعسكر بجبل الريد من قبل اللواء المعسكر بريمة حُميد والتابع للرئيس السابق، مع محاصرة للواء المعسكر بجبل الجميمة حيث يعد هذا اللواء هو الوحيد الذي بإمكانه أن يسند اللواء المعسكر بجبل الريد وستوكل مهمة محاصرة هذا اللواء لمليشيات الحوثي في بني حشيش في الشمال الشرقي للعاصمة، وفي هذه الأثناء ستتحرك مجاميع مسلحة من حزيز جنوب العاصمة لاستكمال إطباق الحصار الجنوبي للعاصمة، حيث ستعمل على عزل لواء الصواريخ بمعسكر صبرا عن العاصمة ومحاولة إسقاطه للسيطرة على عتاده العسكري، كما ستتحرك مجاميع مشتركة من الحوثيين وأنصار النظام السابق من مناطق دار سلم وبيت معياد ـ حيث الأحياء التي أصبحت ملئية بالأسلحة المختلفة التي جرى ويجرى تخزينها داخل بيوت حوثيين وقيادات من النظام السابق ـ لتلتف على دار الرئاسة وألوية الحماية الرئاسية هناك، بغية إشغالها عن أي تحركات لإسناد الألوية المحاصرة أو الانتشار داخل العاصمة.
وهنا يبقى الجزء الغربي للعاصمة والذي يقع تحت حماية القوات الخاصة وألوية الصواريخ، إما عرضة لهجوم محتمل من جهة بني مطر والحيمة حيث الخلايا الحوثية هناك بغية السيطرة على مدخل صنعاء الغربي، بقطع طريق صنعاء الحديدة، وبمساندة ضباط حوثيين وموالين للنظام السابق داخل القوات الخاصة وألوية الصواريخ، وفي هذه الأثناء تتحرك خلايا حلف الثورة المضادة داخل العاصمة صنعاء لتوقيف الحركة داخل العاصمة من خلال إغلاق التقاطعات الرئيسية والفرعية داخل أحياء العاصمة حتى يسهل عليهم تشتيت قوات الأمن وإضعافها عن القيام بدورها ليتلو هذا مشهد الانقضاض على مؤسسات الدولة وإسقاطها تمهيداً لإسقاط كافة مؤسسات الدولة السيادية كالقصر الرئاسي ومجلسي النواب والوزراء بالتنسيق مع عناصرهم العسكرية المتواجدة هناك، وهنا ليس أمام الرئيس هادي إلا التحرك الفوري والسريع لكبح جماح التمدد الحوثي بعمران وترك الاتكال على الموقف الدولي الذي يبدو متواطأ مع الحوثي، فالحوثي راهن على الهدنة في إعادة تنظيم صفوفه ويراهن على الموقف الدولي الذي سيترك له الفرصة ليتحرك بسرعة ويفرض واقعاً جديداً يمكن للمجتمع الدولي أن يباركه ولا يصادمه أو يقف ضده.
على الرئيس هادي أن يعي أن الحرب ليست طائفية بقدر ماهي حرب للانقضاض على الدولة وإعادة الحكم الإمامي- الذي لفظه شعبنا في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م- إلى الواجهة مجدداً.
نجيب أحمد المظفر
حلف الثورة المضادة!! 1530