إلى متى نبقى مجرد مصيدة للهتافات والشعارات الفضفاضة، تلك التي يرتديها الكبار والصغار مثل أثواب بالية يرقعها الجهل والفقر والخوف والبلادة؟!.. إلى متى تجترحنا مخالب السياسة، ويتوركنا شبح الحزبية، وتدوس على أنوفنا أقدام المحسوبيات؟! إلى متى تبقى لقمة العيش أثمن مُبتغى، ومصابيح الليل أعظم مُرتجى، وثروات الوطن بضاعة مزجاة لكل من راح وجاء؟!..
إلى متى نُساق في طوابير الحاجة مثل نعاج الأصيل الآيبة؟! إلى متى نسقى كأس الظلم من ساقٍ لا أباً له ولا ولد؟!..
تعبنا نبحث عن هوية بين شعوب الأرض وما لنا حيلة إلا السفر ومللنا نكابد زمناً عصياً أمات فينا كل ذرة شوق نحو مستقبل أثير, فإلى متى أيها الوطن نُكال حول خاصرتك البلايا، وإلى متى تنصب حول رأسك الشامخة المشانق؟..
لك الله أيها الوطن الذي أخدجته السياسة، وأجهضت أرواح أبنائه المصالح..
ماذا نقول عن هذا الحبيب الذي نبسط على كفيه كل يوم صكوك أحلامنا ثم يأتي المساء بغير أنجم ولا قمر؟!!.. وبماذا يمكن أن نصف وقد احتار في صف قوافيه شعراء وعشاق ونبلاء وفلاسفة؟!.. ما أجمل صباحاتك المثمرة بعناقيد الضوء، وما أروع شواطئك المضمخة بعطر الأفول، وما ألذ كاسك المدهقة بخمرة القربى، وما أدفأ صدر تضاريسك المسربلة بالبهاء.. بماذا نصفك يا أعرق الأوطان وأعلاها وأحلاها؟!.. وإلى متى يحول بيننا وبين عناقك خبز وماء ونور ووقود؟ إلى متى يظللنا حُكامنا على طاولة الوعود؟.. إلى متى نهواك بخوف، ونحبك بصمت، وإلى متى تبقى قلوبنا مثل مقابر الملوك شامخة بخواء؟!
حبنا لك أضحى مثل تلك الفصول الأربعة؛ فتارة مثمرة وتارة ممطرة وتارة متساقطة الأوراق وأخرى عاصف مُرعد..
أيها الوطن المعلق في سحاب القرارات السياسية؛ يا بيت الأصالة والحكمة والإيمان والصمود، إلى متى نبقى بضاعة وتبقى سوقاً لتجار الوعود؟!..
ألطاف الأهدل
إلى متى يا وطن؟! 1651