في الحياة معادلات لا تشبه تلك التي تبدأ وتنتهي على صفحات الرياضيات. فكل معادلة منها قد لا تجد الوزن الملائم كما تحققه الأرقام الحسابية مع المعادلات الرياضية أو الكيميائية أو الفيزيائية على السواء.. لكن ولأن تلك المعادلات غالباً ما تبحث عن المجهول عبر معرفة المعلوم بكل حيثياته فهي غالبا ما تصل إلى نتيجة صحيحة أو على الأقل مكافئة للطرف الآخر. غير أن الأمر يختلف تماماً في مضمار الحياة وعلى مدار التوقيت الزمني لعمر الإنسان منا, فالأطراف المجهولة في الحياة الإنسانية تفوق مثيلاتها في عالم المعادلات الرقمي أو الافتراضي أو الفراغي، كما ان احتمالات التصويب أو فرص النجاح قد تكون أقل بكثير في عالمنا الإنساني عنها في ذلك العالم الذي يبقى مجرد علم مبني على فرضيات قد تكون قابلة للتطور وقد لا تكون وبعكش ذلك فإن قوانين وتشريعات كونية، سماوية، إنسانية، لا يمنكن تغييرها هي من تنظم حياة الإنسان ولا يمكن ان تكون مادة للتجربة والتطوير والتغيير. فكل "س" من الناس مثلا مسار حياة مختلف عن" ص" من الناس، وكلاهما لا يمكن ان يتشابها في هذا المسار مع "ع" من الناس وبعكس هذا فإن المعالات الرياضية تجعل من كل الاحتمالات نتيجة مسلم بها ويمكن تطبيقها بأكثر من طريقة وعلى اكثر من مسار.
ومن المؤسف ان تطغى بعض تلك الطرق الرياضية والكيميائية على مجال البحث العلمي في مجالات حساسة ولا تحتمل تلك العبثية التي عادة ما تصنعها يد الإنسان, خاصة الإنسان الذي يفصل بين العلم والدين وهذا ما يحدث لدى علماء الغرب وما توصلوا إليه من نتائج متطورة توصلوا بعدها إلى إمكانية التحكم في شكل ولون وصفات الإنسان..
إن العبث بكروموسومات الخلية الإنسانية التي تحوي شريطه الوراثي يعد تحدياً سافراً على حرمة العلم الذي وهبه الله للناس من أجل تحقيق الفائدة الطبية والنفسية والفكرية وسواها مما ينقص الإنسان أو يحتاج إليه خلال عملية تطور البيئة المحيطة به, كما تعتبر هذه العبثية باباً جديداً أمام أصحاب النفوس المريضة لاستخراج الحجج الواهية وعرض المقارنات القبيحة التي تجعل من العقل البشري مركزاً للعلم ومصدراً للمعرفة وتتجاهل أن هذا نور الله يؤتيه من يشاء, فالعلم رزق لا ينبغي استخدامه كأداة للعنف والسيطرة والتسلط كما يحدث اليوم في العلوم النووية وبعض العلوم البشرية.
ولا شك أن لمثل هذه العلوم ضرورة في بعض نواحي الحياة, لكن العبث بأساسياتها ومركباتها العلمية يجعلها تفقد خاصيتها الدوائية والنفعية وتحديداً إذا امتلكها من لا يخاف قدرة الله عليه وعلى الدنيا بأسرها.
ومن وجهة نظري الشخصية, فإنه يجب الابتعاد عن الخوض في مثل تلك العلوم العابثة بالفطرة الإنسانية والتي انتشرت عبر وسائل التكنولوجية المختلفة لزعزعة إيمان الناس وإحداث التذبذب في عقيدتهم, فالفاكهة التي عبث العلماء الأجانب بألوانها لتبدو الموزة بلون أزرق توتي أو أحمر كرزي, والأطفال الذين يلون هؤلاء العلماء أعينهم وسحنتهم وشعر رؤوسهم بألوان يختارها الأبوان مثل أزياء الكتالوج.. كل هذا عبث بخصائص ومكونات ومقومات بشرية وطبيعية وفطرية هي من شأن الخالق عز وجل وليست من شأن البشر في شيء, فاحذر قارئي الكريم أن تكون غافلاً عن هذه العقيدة, وفي القرآن شرح وتوضيح واستقراء لكل متغيرات الكون الظاهرة والباطنة فاجعله كتابك واحذر الخوض مع الخائضين.
ألطاف الأهدل
سين زائد صاد هل يساوي ع..؟! 1514