الغالبية العظمى من اليمنين في مختلف أرجاء الجمهورية اليمنية، يتفقون على صعوبة الوضع الذي تمر به الجمهورية اليمنية، وخطورة الوضع, وتدهور المقومات المعيشية, والافتقار الشديد للأمن المطلوب, والاستقرار المرجو, والحلم المنشود, الذي يتطلع إليه كافة أبناء الشعب اليمني وعلى كثرة الفتن التي تحيط بها، وعلى أن الحال يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إلا أن هذا الاتفاق لا يستمر إذا ما تطرق الحديث إلى التشخيص والعلاج. لأن كل طرف منهم لا يرى الحلول الصائبة إلا الذي يطرحها ويعرضها هو, وهذه طامة كبرى تزيد من التوترات السياسية والصراعات الداخلية ومما يضع البلد على قارب يوشك أن يغرق كل من عليه نتيجة التعصب الأعمى والتمسك بالمصالح الشخصية,, بدلا من التمسك بالمصالح العامة التي ما إن تمسكنا بها نجينا من المركب والقارب الذي يوشك على الغرق,, لكن لست أدري! يا بلادي, لماذا كل هذا الوضع يزيد تدهوراً, لاسيما في ظل حكم الرئيس هادي؟! الذي خيب أمل وظن الشعب كون الشعب كان يعول عليه كثيرا كونه منح الثقة من قبل أبناء الشعب وحظي بالإجماع الوطني التوافقي على أمل البناء والتطلع لمستقيل أفضل والعيش الكريم, لكن لم نسمع منه سوى التغني بالخطابات التي لم نلمس على أرض الواقع شيئا فعلا أو عملا يتطابق مع أقواله وخطاباته, فكثير ما تلفظ فاه "(هادي" "مُصَمِمُون" لكن في الحقيقة والواقع "مُصَمتون" وليس مُصَمِمُون" فلم يحرك ساكناً رغم كل الجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني من قبل الجماعات والميليشيات المسلحة والخارجة عن النظام والقانون فليته حتى يدين ويستنكر ويوجه بضرب بيد من حديد ,كنت أتوقع أن يقوم بتحريك الأرتال العسكرية والألوية والجيش والمدرعات والعربات وكل أنواع السلاح الذي تمتلكه اليمن الخفيف والمتوسط والثقيل وذلك غضباً لحرمات الله التي تنتهك قتل النفس المسلمة بغير حق وتهجير, وتفجير, السكينة العامة, وحتى المقرات الحكومية والمؤسسات لم تسلم وكذلك هدم للمساجد ودور العبادة ومحاضن التربية ومساكن الدعوة "ومن أظلم ممن منع مساجد الله" لكن يبدو أن هادي لازال بحيرة من أمره..
هذا الواقع الأليم الذي تمر به البلاد منذ عقود طويلة ما هو إلا نتيجة لأخطبوط حاكم انتهج الفساد ونثر أذرعه استولى على مرافق ومؤسسات الدولة وحولها إلى وزارات عائلية ومرافق خاصة أكل الأخضر واليابس أهلك الحرث والنسل أوجد الثارات وزرع الفتن والحروب حتى تفشى الفساد وتخلل في كيان الدولة مرفق مرفق ومؤسسة مؤسسة ووزارة.. , حتى أصبح متجذراً ومرضاً مزمناً يصعب الخلاص منه كون الفساد في بلادي, كابوساً, يراود كل مواطن يماني, لأن هناك من الفلول والحاشية الصالحية لازالت تعكف وتتشبث بغالبية وزارات الحكومة التوافقية, وكما تلاحظون الأزمات المصنعة والمشاكل الجاثمة المختلقة من قبل فلول النظام ومن يحلمون بثورة مضادة ويتصورون أن يكون هناك سيناريو كسيناريو مصر محال وحاشا وكلا فهم واهمون والشعب يعرف غريمه..
إن الواقع لبلادنا الطيبة بلد الإيمان والحكمة واقع صعب ومرير ولن يتغير هذا الواقع إلا إذا تغيرت نفوسنا، وسلكنا الطريق الصح, وانتهجنا التغيير بنفوس تواقة له ولبناء اليمن الجديد ,والحلم المنشود’ الذي يتطلع إليه أبناء الشعب.
نعم.. إن الفتن والأزمات المتوالية والمشاكل الجاثمة والتي تمر بها اليمن في غاية القسوة والخطورة، بل تكاد تعصف بشعب الحكمة وتنحرف متجهة نحو منعطف خطير, منعطف متعدد الألوان, حرب ضروس لا هوادة فيها, ارتفاع نسبة البطالة وافتقار لأبسط مقومات المعيشة الكهرباء, والماء, الديزل, البترول والبنزين وحتى الأمن والاستقرار لاوجود له وأخشى أن تضطرم النار ’فحينها لن تخمد لأن هناك أطراف ستنفخها وستشبها لتحمر ولتندلع ولتطال كل من لاحول له ولا قوة من المواطنين الأبرياء العادين والبسطاء من أبناء هذا الشعب الذي يحلم بالعيش الكريم والوضع الأمن المستقر, لا زال الأمل موجودًا، والمخرج ميسرًا لنا جميعا للخروج من هذه الأزمة، وتجاوز مرحلة الخطر والوصول إلى قارب النجاة وحتى لات خرق سفينة اليمن وأن لا نصل إلى بر الأمان من خلال المرحلة الانتقالية المليئة بالأشواك من بقايا النظام السابق والأحجار الحراكيشية والمطبات الحوثية الذي وللنهوض من جديد، وذلك من خلال حسن الاتصال بالقرآن..
وإنني على يقين تام بأن نهوض اليمن اقتصاديا ورقيها سياسيا وتفوقها توعويا وثقافيا وعودة مجدها من جديد , شورويا وسلام, وحضارة, وتأريخيا ’قادم لا محالة، فهناك من أبناء الوطن من يملك الضمير الوطني الحي الذي هو الشعور بشرف الانتماء لهاذا الوطن و هو الذي سيقودها إلى ذلك على يد جيل وطني وكادر مؤهل بشتى بمجالات الحياة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا, جيل ,رباني، يتمسك بالقرآن والسنة وينتهج الطريق الصحيحة والسلوك القويم في بناء الوطن الحبيب يعمل على إعادة المجد المفقود لمجتمعه والدور الريادي المحلي والإقليمي والدولي لوطنه..
ويكون الموت أغلى وأسمى أمانيه من أجل بناء يمن مزدهر ومشرق تملأه السعادة والمحبة والسلام والخير يضمن للإنسان العادي البسيط العيش الكريم والأمن والاستقرار..
فأتمنى من الرئيس التوافقي أن يكون عند حسن ظن الشعب الطيب أهله والذي يملك النفس الطويل على أمل التغيير نحو الأفضل وإلى يمن اتحادية جديدة مدنية حديثة..
فيا هادي لم تؤد أمانتك بالمستوى المتوقع ولم ترعَ رعيتك حق الرعاية ولك أن تراجع نفسك, فالله سيسأل وسيحاسبك, فأنت مسؤول عن رعيتك..
هشام عميران
مُصَمتون وليس مُصَمِمُون يا هادي!! 1155