لا حال يشبه هذا الحال منذ عقود طويلة مضت؛ فالمواطن اليوم شبه إنسان تحيط به المنغصات من كل جانب. فالاحتياجات الأساسية من ما وكهرباء ومواد إعاشة ومشتقات نفطية ترقع الوضع الذي مزقه انقطاع الكهرباء.
كله هذا أصبح هماً يحمله المواطن كل يوم بدلا من أن يحمل هم الرسالة الوطنية أو الإنسانية التي خلق من أجلها.
ومن المؤسف أن يشعر المرء منا بأن تلك المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد هذا الوطن تبدأ بإطفاء شعلة الحماس داخل الناس، وهذا ما يحدث اليوم فعلا, فهل من السهل حجم هذه المعاناة التي يلاقيها هذا الشعب؟, لا اعتقد أنها سهلة، لكنني أؤمن أيضا أن للناس يداً فيها بلا أدنى شك, فبالإضافة إلى وجود المخربين المعلن عنهم والذين يجاهرون بخدمات التخريب وكأنها انجاز، يوجد أيضا من يتهاون في الاستفادة من وجود هذه الخدمات عبر سياسة ترشيد وطنية تحاول الحفاظ على مصادر الطاقة والحياة وتسعى لإبقاء ديمومتها. فبدلا ـ على سبيل المثال ـ من البحث عن مشروع تنموي عبر الأهالي يهدف إلى الحفاظ على مياه الأمطار والاستفادة منها في الاستهلاك اليومي للماء ، بدلا من هذا يبقى الوقوف في طوابير أمام المساجد مهمة يومية لا يستنكفها هؤلاء سواء كانوا صغارا أو كبارا.
فهل يعقل أن تتجاهل السلطات المحلية وأصحاب القرار التنموي مشاريعا كهذه, لو أن المطالبين بها أصروا عليها ووقفوا صفاً واحداً لتنفيذها؟.. إنها ثقافة ( الحاصل) التي نتحدث عنها دائما وكأنها أصحبت معلماً ثقافياً في البنية الفكرية لهذا المجتمع. وكمشهد سلبي آخر يساهم الناس أنفسهم في وجوده عدم إصلاح الشبكة الخاصة بمياه المشروع في نقاط التصريف الخاصة ببعض الحارات مما يساهم في إهدار كمية كبيرة من مياه المشروع لتذهب سدى وأمام أعين الناس. والكهرباء ليست بأحسن حالٍ من المياه، فحجرات المنزل مضاءة وأجهزة التلفزيون قيد التشغيل حتى إذا دبت الحياة الكهربائية في عروق المنزل وجدته كجمرة مضيئة، والأصل ترشيد الاستهلاك ما دام الوضع الاقتصادي العام بهذا السوء. الانتشار الواسع لاستهلاك المولدات الكهربائية حتى على مستوى القرى خفف من اهتمام الدولة بهذه القضية الحيوية التي أثرت على مستوى الإنتاج العلمي والصناعي والفكري وحتى العاطفي" لا تسألوا كيف يحدث ذلك" لكن ما دام الشعب قد رضي بهذا الوضع, فالحكومة مطمئنة وعلى الأقل هذا يمنحها فرصة للتسلط والسطو وتثبيت مخالبها على الكراسي..
الشعب يغني على أضواء الشموع لحكومته التوافقية " أنا باعيش بك وإلا بدونك" خاصة بعد أن ظهرت أزمة المشتقات النفطية وأصبحت المولدات الكهربائية عبارة عن تحف تزين واجهات وزوايا المحال التجارية..
ونتمنى أن لا تمنع الحكومة أيضاً استيراد الشموع حتى لا يبيت الشعب ليلة في رومانسية قاتلة ستشكل عبئاً كبيراً على الهرم السكاني مستقبلاً..
ألطاف الأهدل
كهرباء تعز..أنا باعيش بك وإلا بدونك 1539