ماذا عساكم تفعلون إنْ لم تستطيعوا توفير الخدمات الأساسية للمجتمع ..المنطق الذي تبررون به عدم قدرتكم على إدارة الدولة وإزاحة الفساد هو الحزن الأسود الذي خيم على اليمن في الفترة السابقة وانتم تعيدونه اليوم!!.
قلناها بكل ثقة: العقل الذي لا يفكر بالاقتحام سياتي يوماً يرضخ لاقتحامات من صناعة غيره.. لماذا ينجح الآخرون في بناء الدول ونفشل نحن؟, لماذا نجحوا في تحقيق الكرامة لشعوبهم وفشلت نخبتنا؟.
ثمة معايير ومقومات لبناء الدول لم تكن موجودة لمن أدار اليمن؛ أجلّها القدرات البشرية العالية بمهارات الحفظ والعلم.. نضج المجتمع بقيمه الإحساس الدائم بانك المسئول الأول.. مغادرة الماضي بثقافته التقليدية خاصة ثقافة الحكم الاستبدادي.. وغيرها الكثير من المتطلبات القيمية والبشرية لبناء وإدارة الدول.. بون شاسع يقف بين تجربتهم وإخفاقاتنا.
ما يحدث من أزمات والتي منها المشتقات النفطية وازدهار لجماعات العنف وقطع خدمات الكهرباء وأنابيب النفط يتحمله الرئيس هادي بصفته المسئول الأول بالبلد. يمسك بالعديد من الملفات ليحتويها فشل أداء الحكومة كجهاز تنفيذي تقوم بمهامها.. كان يجب على هادي الشد من أزر الحكومة بترك تلك الملفات تتعامل معها بصفتها ممثل للدولة.. وعندها نستطيع الحكم على النجاح والفشل.
سئمنا سرد المؤامرات ومخططات إجهاض الانتقال السياسي دون وضع الاحتياطات اللازمة لمواجهتها .. لا نطيق تحمل رفع الدعم عن المشتقات النفطية.. فيما الفاسدون ينخرون مؤسسات الدولة، والمال العام ينهب باستمرار.. وليس من العقل (تجريع)الملايين وترك بضعة آلاف تعبث بخيرات البلاد.. والقيام بذلك يهيئ المناخ لجماعات العنف "مليشيات الحوثي المسلحة-وتنظيم القاعدة-وبقايا النظام السابق".. ما قلناه ونحن نهتف بأهداف ثورتنا رافعين الأيادي المتماسكة بالساحات نؤكده اليوم!.
الثورة لا علاقة لها بنتائج إدارة الوفاق للدولة رغم محاولة قوى الثورة المضادة إصباغ ما يحدث كنتيجة لحدث الثورة الكبير والعظيم.. لن نلعن الثورة التي أنقذت اليمن من الحرب الأهلية وأسقطت التوريث وحكم الفرد والأسرة..
لو وصلت الحمم البركانية أوجّها ووضعت السيوف فوق الرؤوس الثائرة.. لو غطى الظلام الأسود كل المعمورة.. لو تناسلت جماعات العنف وانتشرت انتشار النمل على الصفيح.. واستمر الحوثيون بتفجير المساجد والمدارس.. لو أعلن عبدالملك الحوثي نبوءته الكاذبة.. لو وصلت الأمور إلى كل ما وصلت إليه؛ سنقف إلى جانب الحق والعدل على ثوابتنا ومبادئنا وقيمنا لا نحيد عنها قيد أنمله؛ شرفاء لا نسجد سهواً لغير الله.. للوطن حقٌ علينا.. فاليمن لم تسيء لمن أساء إليها, فكيف بمن ينشد لها الخير ويحسن إليها؟!.
عجلة التغيير تحركت رغم البطء الشديد, رغم استمرار الأفق المهاجر للفقر والبطالة واتساع رقعته, لم يُعرف في التاريخ أن اليمنيين الأحرار اقتاتوا ليشبعوا جوع بُطونهم لتفقر أرواحهم.. نخوة الكرم والحرية واﻷنفة ومقاومة الظلم ومغالبة الظروف؛ سمات مميزة تميز بها اليمني..
أحمد الضحياني
الوطن بين مافيا الدولة وعنف الثورة المضادة!! 1165