إنها فكرة لفيلم سينمائي شاهدته وأنا في رحلة عمل إلى العاصمة صنعاء.. ما راقني في الفيلم هو ذلك الحماس والجرأة التي تتحلى بها مجموعة من الحيوانات الأليفة وغير الأليفة جمع بينها الطموح والرغبة في العمل خارج حدود المعقول، فحين ترقص الزرافة مثلاً على الحبل، ويقفز وحيد القرن على رقعة الجومباز، وتحاول أنثى الفهد أن تتخطى الحواجز.. كل هذا يجعل من اللا معقول أمراً ممكن الحدوث خاصة إذا كان صاحب الطموح هذا محاطاً بفريق يحملون ذات الحلم ويسيرون مع ذات المنهجية.
والحقيقة أنني حاولت أن أسقط ذلك على عالمنا نحن البشر من خلال هذا المقال الذي أكتبه وأنا أعيش تفاصيل أحلامٍ كثيرة عشتها بمفردي وحققتها بمفردي ولم تكن معي إلا عناية الله وكفى بالله وكيلا.
إن تحقيق الأحلام يبدأ دائماً برؤية واضحة فمن الصعب في ظل وجود أسباب قوية للتشويش أن تحظى بفرصة جيدة للتخطيط الواضح الذي نستطيع من خلاله تحديد رؤيتنا وأهدافنا وفق معطيات الواقع المادية وما نحمله من إمكانات فكرية ومعنوية.
فهل يمكن أن تطير الحمير يوماً؟! هذا مستحيل لأنها لم تُخلق بأجنحة! وبالمقابل هل يُرزق المتكاسلون والمتخاذلون ومعتنقو مبدأ التسويف؟ّ!
لا طبعاً، فالرزق يتبع السعي والعمل والاجتهاد في التحصيل، مع أهمية إدراك أن الرزق لا يعني المال فقط، فالقبول وحب الناس ورضا الوالدين.. كل هذا رزق أيضاً.
إذاً فتلك الأحلام المعلقة في سماء عقولنا لن تكون مستحيلاً إذا حاولنا أن نتسلق جبال العمل والعطاء والتفاني والتضحية. ولقد لمست في حياتي الشخصية أثر الإيمان بالقدرة على الوصول على إمكانية تحقيق الحلم، فالإيمان بالهدف وقود داخلي يشعل كل حواس الإنسان لتتكاتف وتتعاون بهدف الوصول إلى وجهة واحدة.
وهكذا يجب أن نكون؛ يعلونا طموح كبير، ويسكننا إيمان أكبر، وتحيط بنا مشاعر مختلطة نعيشها مع من يجتهدون في منحنا كل شيء دون مقابل. وكل ما تتمناه أعينهم أن يرونا وقد اجتزنا كل الصعاب.
ألطاف الأهدل
حين تطير الحمير! 1534