نتيجة لغياب الدولة لعقود من الزمن وانعدام تطبيق القانون والفوضى المستشرية في كل المؤسسات.
في ظل هكذا وضع نشأت مراكز قوى وكبرت داخل المجتمع وحققت مكاسب كبيرة، تعودت العيش خارج القانون والدوس على النظام .
وبسبب دعم النظام السابق المستبد الذي أوجد مراكز استبداد صغيرة كدعائم له حصلوا على امتيازات وخصوصيات كثيرة إلى درجة برزوا الطبقة المقيتة داخل المجتمع.. وصل عند هؤلاء إلى حد درجة الاعتقاد بأن هذا هو الأصل وانه حق من حقوقهم، مما أدى إلى تطبيعهم بطبائع خاطئة، غرست في نفوسهم وعقولهم روح الاستكبار واستصغار الآخرين واحتقارهم حتى اطلقوا على انفسهم انهم "أبناء ناس" وكأن الآخرين خلقوا من نسل حيواني ولفظ "من يقولوا لأبوه" تردد دائما على أفواههم .
تعودوا انه الواجب أن ينجح أبناؤهم في المدرسة حتى لو كان راسباً، ومن يقولوا لأبوه من يحاول فرض النظام من اجل منع الغش وإجراء امتحانات نزيهة .
واذا حدثت انتخابات لابد أن تُهيئ له الظروف في أي منافسة انتخابية، فيقصى الآخرين وتزًّور الانتخابات بالعلن ليفوز هؤلاء، ومن يستنكر ذلك من يقولوا لأبوه .
يمشي عاكس خط ومن يقولوا لأبوه شرطي المرور اذا حاول منعه أو يسجل عليه مخالفة .
يتولى المناصب من غير كفاءة وقدرة.
يخرج بسيارته وهي ملئ بالمسلحين وعلى جوانبها بمظهر يشير إلى مدى الجهل والتخلف الذي يعيشه هؤلاء، لأنه يعتقد انه يوجد له بهذا العمل هيبة وسطوة ويعبر للناس انه شخصية هامة، ومن يقولوا لأبوه من لا يعجبه هذا السلوك .
اذا عين شخص يحترم النظام والقانون ولديه كفاءة علمية ومهنية وليس من شاكلتهم يتذمرون من هذا التعيين ويستغربون من تعيينه لأنه من يقولوا لأبوه .
المجتمع ارتقى واستنار وهم باقون على جمعهم واصبح الناس ينظرون للمستقبل وهم مازالوا بحكم طبيعة نشأتهم مشدودين للماضي .
المجتمع يسعى لإيجاد دولة النظام والمواطنة المتساوية, وهم حريصون على ترسيخ الفوضى والعبث لانهم يظنون ظناً خاطئاً بأن الحفاظ على الفوضى حفاظ على مصالحهم ومكتسباتهم وضمان لمستقبلهم ومستقبل أبناءهم .
هؤلاء لا يحتاجون إلى رفق في التعامل معهم والعمل على إعادة تأهيلهم نفسياً وفكرياً.
يستطيعون التعايش مع المتغيرات ودمجهم مع المجتمع لنشارك جميعاً في المضي بالوطن نحو مستقبل افضل وتغيير ثقافة "من يقولوا لأبوه "..
محمد هاشم الجيلاني
يحتاجون إعادة تأهيل نفسياً وفكرياً 1239