تكبر معاناة المواطن اليمني يوماً بعد يوم, ويكبر معها تقاعس وعجز كبيرين من قبل الحكومة التي لم تمارس واجبها كحكومة سلم ووفاق واتفاق وعناق لرؤى مستقبلية عظيمة يتطلع إليها الشعب بأكمله, فأين هو ذلك الدور الاستثنائي الذي تحتاجه هذه الفترة الحرجة من قبل هذه الحكومة المرشحة للخروج بالوطن من أزماته المتلاحقة؟!..
صحيح أن الوضع برمته صعب جداً, وأن الحكومة لا تملك مصباح علاء الدين, لكن لا اعتقد أن من حق الحكومة أن تطفئ مصابيح الشعب وترشف مشتقاتهم البترولية عبر تخاذلها في اتخاذ خطوات حاسمة تجاه من يعبث بأمن واستقرار هذا الوطن, ما الذي تبقى لهذا المواطن من حقوق أساسية؟! وما الذي تبقى للحكومة من احترام؟!.. لقد أسرفت هذه الحكومة في التعامل مع أبناء الشعب كقطيع من الضباع!.. لا زال على كل من ملك حقيبة سياسية أن يبدأ بتغيير الأوراق وتعديلها وفق رؤيته وحسب أطماعه الخاصة وليس حسب ما تقتضيه مصلحة الشعب, فهل من المنتظر خروج الشعب بأكمله حاملاً زاده على كتفه راحلاً من هذا الوطن؟!.. في الحقيقة أصبحنا نشعر أن هذا هو لسان حال الحكومة, فقد أصبحت كلمة (ارحل) الآن شعاراً ترفعه الدولة بكل ما فيها في وجه الشعب بعد أن فقدت كل الطرق والوسائل للخروج به من أزماته, المشكلة أن هذا الشعب لا يملك منازلاً وأرصدة بنكية ومنتجعات سياحية خارج الوطن لتحتضن لجوئه إليها في أي لحظة يجور فيها الزمن ويبخل فيها الأهل وتعزُّ فيها الكرامة, أصبح المواطن يعيش في قرية كبيرة تسكنها القطط والكلاب والأمراض المعدية وثلة من الكبار الذين يدوسون على الصغار بأحذيتهم الجلدية باهظة الثمن كأن هذه الحكومة احتارت في أمر هذا الشعب فلم تجد إلا الفقر لتسلطه عليه جرعة بعد جرعة وعاماً بعد عام, بالأمس القريب انكمش حجم رغيف الخبز ليوازي حجم البسكويت الشعبي, واليوم ينكمش حجم الإنسان اليمني بكل ما يحمل من تفاصيل!..
رفقاً بهذا الشعب يا حكومة الوفاق فلن يغفر الله لكم إن دخلتم في سياق (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل), فقد عاهدتم الله أن تقوموا بالواجب الوطني والإنساني لهذا الشعب أمام الله, فأين ذهبت أيمانكم أمام ضمائركم؟!..
ألطاف الأهدل
اتقوا الله يا وزراء الوفاق!! 1320