يا حضرة الرئيس
إن القافلة والركب على وشك الميول عن الطريق الصحيح, حلت النكبات نكبة تلو الأخرى فقتل, واغتيالات واضطرابات شعبية, سلب ونهب أزمات, وتقطعات, وحروب وتهجير, وافتقار لأبسط المقومات المعيشية لا كهرباء ولا بنزين ولا ديزل, ولا شيء يسر المواطنين!.
اضطرب بحر الوطن, هاج موجه, وهبت ريح الإرهاب العاصف وثعابين الإجرام وأفاعي الشر والإفساد تنفث سمومها لتعبث بمقدرات الوطن وتتلاعب بأمنه واستقراره.. سفينتنا التي منحناك إياها لتقودنا إلى بر الأمان تكاد تخرق وها هم ركابها يستغيثون بك حتى لا نغرق فهلا أصغيت لشعب منحك كل الثقة,, هلا استجبت لندائه أم لقد أسمعت إذ ناديت حياً أم لا حياة لمن تنادي؟.
يا سيادة الرئيس: لقد نصبك شعبك رئيساً بالتوافق والإجماع الشعبي وجعل منك أميناً ومسؤولاً على هذا الوطن وبكامل الإرادة، الشعبية ومنحك الشعب كامل الثقة مؤملاً بالمستحيل الذي لطالما يحلم به أبناء الشعب والمتمثل بالأمن والاستقرار والبناء الاقتصادي والرقي التعليمي والصحي وشتى المجالات المختلفة, لذلك لا تخيب الظن والآمال ولا تجعل لعنات المواطنين تطال قداستك الشعبية والدستورية...
لذا عليك القيام بالدور والواجب الوطني والأمانة التي تحملها والتي لابد من الوفاء بها!.
يا سيادة الرئيس: أصمتك عن الجرائم والاختلالات الأمنية التي يقدم عليها فلول النظام السابق والذين يساندهم المارق والخارج عن الدولة المتمرد الحوثي وجماعته المسلحة هي المسافة التي ستقف بها بين القوى السياسية المختلفة؟! إذاً بالله عليك لماذا اختارك الشعب؟ هل لتقف موقف المتفرج والمتابع لأكشن الدمار والخراب الذي يصل كل مرافق الدولة ومؤسساتها؟! أم لتطل على الفضائية تتغنى بالإنجازات الوهمية وتتغنى بالوطنية والتي تظنها الحياد والصمت عن شتى جرائم الجماعات والميليشيات المسلحة التي لم تسلم حتى الدولة نفسها من الاعتداءات المتكررة على مرافقها ومؤسساتها؟!.
يا هادي الرئيس: إن كانت وطنيتك قد ماتت وضمير الإنسانية التي فيك يحتضر بقي هناك القبيلة( بحق القبيلة) فهلا أعدت الآمال للشعب؟ هلا أصدرت قرارات تسر المواطنين وتطمئن لها نفوسهم وبها تقر أعينهم؟.
لتجعل قوى الشر والإجرام ومعتنقة السلاح والتي تنتهج العنف تسلم سلاحها وعتاده أو يخضع للدستور والقانون وتحريم السيادة الداخلية للدولة!
لقد حان الوقت لتتخذ القرار الصائب والحاسم الملبي لأمال وتطلعات أبناء الشعب اليمني!!
لقد حان لتقف موقف صارم موقف الردع والزجر بدلاً من أن تقف مكتوف اليدين ومكمم فاك لا تكاد تلفظ ولا تهمس ولو حرفاً واحداً أو كلمة تبعث الروح المعنوية ولتزرع الآمال في نفوس المواطنين!!
ضاقت الأرض على الشعب بما رحبت وتقطعت بهم السبل وحالهم يرثى له,, وأنت المسؤول الأول والأخير عن كل ما يحدث.. فيا سيادة الرئيس صمتك طامة كبرى وجريمة لا تغتفر ولا تكفر إلا بقرار وموقف بقدر صمتك المؤلم الذي يعتبر ذريعة لتفشي الفساد وانتشار السلاح واتساع لرقعة المواجهات التي يشنها الخارجون عن النظام والقانون والمتاجرون بدماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني العظيم!!!
حان الوقت لتصرخ في وجه الطغاة الفاسدين نعم اصرخ صرخة مدوية ذات صدى يعود بالخير لوطننا وليجلب لنا الخير والأمن والاستقرار
فقم بالواجب إن فيك مثقال ذرة من إحساس وشعور بالمسؤولية والأمانة التي وكلت إليك.. هيا وروح الشعب معك قل كفى عبثاً يا أعداء الوطن, قل لمن يعبث بالوطن ومؤسساته لم يعد لكم مكان في هذه البلدة الطيبة! قل لمن يسره زعزعة أمن الوطن واستقرار.. تراب الوطن وحتى نعال أبناء الشعب التي تدوس عليه لم تعد ترتضيكم بل تتقيأكم وتلعنكم!!
يا صاحب الفخامة التوافقية الشعبية.. ألا يكفي لأن تمنح الشعب أمنه واستقراره ألا تعي صرخات الشعب المدوية ونداءاته من أقطار الوطن تنادي وتستنجد وتستغيث بك.. لأنك المسؤول الأول فالشعب نصبك رئيساً ومنحك ثقته بدون استثناء كي تلبي أمنياته وتطلعاته طلباته المنشودة فأنت رئيس لأجل اليمن...لا يمن من أجل الرئيس
فرغم جراح الشعب التي لم تندمل بعد,, نتيجة صمتك المؤلم!!
لازال أبناء الشعب يعولون عليك ولم ينتزعوا الثقة منك والتي منحوك إياها في انتخابات شعبية توافقية, نعم الكل منتظر لقراراتك الشجاعة الصارمة والصلبة التي صداها يصم أذن الجبناء السخفاء من لا يحبون لليمن سوى الويلات والدمار.
هشام عميران
يكفي صمتاً..! 1442