يحدثني قارئ رياضي على صفحات التواصل الاجتماعي ــ فيسبوك ــ ويثيره الشجون والجنون وهو يحكي عن رياضتنا ــ أو بالأصح ــ عن كرتنا اليمنية ماذا يدور حولها ومتى سوف نفوز أو متى سوف نشعر إننا (تطورنا)، دائما كل أحاديثه عن كرتنا اليمنية وفي الأيام الأخيرة، سألني عن منافس العيسي في الانتخابات حسبته يخاطبني (مازحا) وليس (جادا) فأكدت له بأنه لا يوجد منافسين له بالانتخابات، بمعنى العيسي "كابت" على جماهيرنا وهو قدرنا أن نشاهد رئيسا للاتحاد اليمني لكرة القدم بالأربع السنين القادمة، هذا إذا لم يحدث أي طارئ أو تغيير يجعله يتنحى أو يرحل كما رحل زعماء العرب على غرار الربيع العربي.
صديقي المسكين مثله مثل جماهيرنا اليمنية المتابعة، تحسب إن الوضع طبيعي جدا بدخول العيسي وحيدا بالانتخابات مستعرض عضلاته ــ أنا الأقوى ــ والبقاء هنا فقط للأقوى، ليس للرياضة والرياضيين والأفضل والأفضلية حتى لو كان أسطورة الكرة اليمنية ومغردها وبلبلها وعبقريها ليس معيار في منافسته ما دام وإن مزاج العيسي يحن لكرسي الرئاسة سوف يستمر في الترشح وسوف يفوز، رغم عين كل يمني وكل رياضي لا يريده، سوف يفوز ويفرض رأيه وأمره على رياضتنا اليمنية الذي أصبحت خاتم في احد أصابعه ولو شاء المزيد لجعلها في سيطرته قبل إن يرتد اطراف أصدقاء الشيخ الذين يزورونه كل ثلاثاء وأربعاء في العاصمة صنعاء في منزله من كل أسبوع لتجديد له الولاء والطاعة وأشياء أُخرى ــ يعلم الله ايش هي ــ هذه هي عقيلة العيسي وهذه هي طريقته في حكم وإدارة اتحاد الكرة ولا عزاء للبلد أو لجماهيرها المسكينة الذي لا تعرف "قدرها" بهذا الاستبداد الذي تعيشه اليمن في رياضتها (التعيسة).
وبغض النظر عن إنسانيه الشيخ.. وطيبه قلبه.. ودمت أخلاقه، الذي نسمع عنها باستمرار من عدد لا باس به من الزملاء والأحباء، لكنها تظل في الأخير محاسن وصفات لا تختلط بالعمل الإداري الذي ننتقده لأجلها ونعرفه بأنه فشل، وكل إدارته وتعامله وكوادره ومن يعملون معه بالاتحاد بالفترة الماضية فاشلين ومجرد أشخاص يبحثون عن مصالح شخصية على حساب بلد ووطن مع احترامي للقلة القليلة الذين لا يستطيعون إن يحدثون أي تغيير أو يكون لهم رأي حاسماً لصالحهم في ظل وحوش جعلوا من مناصبهم بالاتحاد مكان للارتزاق مع علم ومعرفة العيسي بهم لكن عاطفيته وقبيلته تعجزه عن ردعهم أو زجرهم أو حتى توبيخهم وإن اخطئوا بحق البلاد والعباد وأهانوا سمعة اليمن كما أهانها شيباني في قرعة خليجي عشرين أو لخبطة الأرقام والفنايل الذي تتكرر كثيراً في مباريات رسمية وودية مع منتخباتنا الوطنية، وغيرها كثر وكثيرة ومع ذلك ــ وللأسف ــ الشيخ لا يحرك ساكن ولا يهتم رغم قوته وسلطته ونفوذه الكبير الذي عجز اكبر رياضي بالبلد إن ينافسه أو يعلن الترشح أمامه للمرة الثانية.
لا يهمني ما يقدمه العيسي لهؤلاء الأشخاص وما تربطه بهم من صحبة وعلاقة وثيقة تمتد جذورها إلى ما قبل دخوله الاتحاد، فمثل هذه الصفات والتصرفات الذي يعلم بها الشيخ ويعلم بها من يتبعه بالاتحاد أنها تسيء لرياضتنا وهي نفسها من حضرت كرتنا وصنفتنا بتصنيف لا يشرف أي يمني وجعلت العيسي يذكر بكل وسائل الإعلام بأنه السبب الرئيس لفشل كرتنا اليمنية ولم يستطيع احد محاسبته أو منافسته، لدرجة إن (فشله) أصبح يردع كل خصومه ومنافسيه من عدم الترشح أمامه كي يقال عنه: (الأقوى) وهو فعلاً الأقوى، لكن ليس على حساب الأوطان والجماهير واللعبة نستعرض ونستقوي بفلوسنا ونحن قادرين على إسعاد شعب أصبح متعطش ولو لانتصار واحد.
عباد الجرادي
العيسي..أنا الأقوى ! 1972