ليفكر كل موظف ومسؤول في حاله إذا عزل أو أحيل عن وظيفته أو أحيل على التقاعد، وقد أشار النبي إلى هذا المصيـر، بقوله ( إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة، فنعمة المرضعة وبئست الفاطمة) فالمتولي لمناصب المسؤولية ومنها الإدارة والإمارة كالطفل الرضيع ينتفع بما يصل إليه من منافع وملذات، فإذا عُزل أو تقاعد صار يتألم ويتحسر ويبكي كالطفل الذي يمنع من الرضاعة.
فالسعيد من الموظفين والمسؤولين من نصح وأخلص ورفق بالناس ويسر وبشر فكان بذلك جديراً برحمة الله وعفوه ورضاه، ويكفي العاقل اللبيب هذا الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله غليه وسلم أنه قال : (( ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عز وجل مغلولاً يوم القيامة يده إلى عنقه، فكه بره أو أوبقه إثمه، أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وأخرها خزي يوم القيامة )).
ليس معنى هذا أن يتخلى الأخيار والثقات عن المسؤولية فلو تخلى الأخيار الثقات بحجة التهرب من المسؤولية والأمانة التي تبرأت منها السماوات الأرض والجبال فلاشك ولاريب سيحظى بالمسؤولية, الأنذال والسرق الجبناء الذين لا يأبهون ولا يكترثون لعواقب تضيع الأمانة، وسيفرطون بها وبكل الحقوق حينها ستصبح الحياة بفوضى وعواقب وخيمة لربما تعصف بمجتمعات وأوطان وسيتخلل الفساد وسينتشر حارة حارة ومؤسسة مؤسسة ومرفق مرفق حينها اقرأ على الدنيا السلام.
لكن بل واجب على الأخيار والثقات أن يتحملوها إن لم يوجد غيرهم، وأن يقوموا بها ولكن عليهم الاستعانة بالله عز وجل، والصدق والحرص والدقة في الأمانة والحذر من ظلم الناس أو بخس حقوق الناس أو الانتفاع من هذه المكانة وهذه المسؤولية.
هشام عميران
همسات للموظفين.. المسؤولية تشريف أم تكليف ؟( 2) 1418