قال وزير الخارجية السعودي إن اتجاهات بلاده الى الليبرالية تتناقض مع الظلامية المتطرفة والحركات الدينية التي تتبناها بعض الدول المجاورة .
لكن الشيء المتطرف في حديثة عندما قال:إن نظام الحكم في بلاده هو حكم ملكي مطلق يحكم أكثر دولة تديُّناً وتعصُّباً على وجه الأرض ، أما الدولة الدينية والاضطهادية إسرائيل, فهي دولة ديمقراطية.
تحدث الفيصل أثناء مقابلة أجريتها معه في مزرعته المترامية الاطراف التي تضم العديد من الخيول العربية الأصيلة - تحدث عن التحولات التي تعيشها البلاد من ناحية 'التحلل من قيود الماضي' و 'التحرك باتجاه إنشاء مجتمع ليبرالي'. وأضاف معلقاً إن ما يحدث في اسرائيل 'هو العكس فهي تتحرك نحو مجتمع يحدد ثقافته وسياسته الدين مما يشكل له حساً متطرفا بالهوية الوطنية' وأن هذا المجتمع يتحرك نحو حافة الغليان.
وأضاف الوزير الذي كان يرتدي عباءته السوداء و نظارته الشمسية: " إن المؤسسات الدينية في إسرائيل أحبطت كل جهود ومحاولات السلام "
إسرائيل هي دولة علمانية, فالبعض يقول انها دينية اكثر منها علمانية حيث ان والحاخامات المتشددين تود ان تفرض طريق قاسي وحصري على المجتمع اليهودي بأسره.
هؤلاء الحاخامات المتشددين يقاتلون من اجل النساء اليهوديات اللاتي يردن أداء الصلاة الخاصة بهم عند حائط المبكى . ( ففي المعابد اليهودية الأرثوذكسية ، بعض الناس ما زالوا يعتقدون أن صلاة الشكر هي خاصة بالرجال فقط ولا يؤديها النساء.)
بالطبع كلمة تقدمية هي نسبية عندما يتعلق الامر بالمملكة العربية السعودية "الوهابية ".
لكن بعد أن قضيت عشرة أيام في المملكة أكاد أن أجزم أن السعوديين بدؤوا يبتعدون عن التمييز العنصري ضد المرأة والاضطهاد والقمع الثقافي وأن كان تحركا بطيئا .
فلا تزال هناك الكثير من القوانين الصارمة ومحاولات تقييد الحريات ، فقبل وصولي بأيام ترافق مع محاولات لجنة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنع الاحتفال بعيد الحب، والذي يمكن وصفه ب 'مجزرة عيد الحب' فقد قاموا بمنع الورود الحمراء والدمى وداهموا المحلات التجارية التي وضعت مصابيح مشعة باللون القرمزي.
وأعلنت مجموعة من رجال الدين أن العطلة في هذا اليوم خطيئة ورذيلة؛ لأنها تعزز العلاقات غير الأخلاقية وغير الشرعية في أوساط الرجال والنساء الشباب.
ومن مظاهر التحولات المشجعة والتي تمثل تحولا من عصر ما قبل الحداثة هو أن المملكة سنّت قانوناً يسمح للمحاميات بممارسة مهنتهن عبر الظهور في المحاكم , ولكن فقط للدفاع عن قضايا تتعلق بموكلات من النساء. ومن مظاهر التحول تعيين الملك عبدالله نساء في مجلس الوزراء وافتتاح جامعة للعلوم والتكنولوجيا ، كما شجع الملك على بناء مشاريع التطوير والإسكان المفتوحة التي يسمح معمارها للعائلات والأطفال بالتواصل بحرية كاملة.
وقد تحدثت معظم النساء اللاتي قابلتهن عن الانجازات التي حققها الملك وأنهن مرتاحات من أخذه على يد المتشددين من دوريات الشرطة الملتحين الذين يمكن يفعلوا ما شاءوا والحد من تصرفاتهم. جاء هذا الاجراء بعد الحريق الهائل الذي اندلع في مكة في العام 2002 والذي راح ضحيته 15فتاة من مدرسة للبنات حيث قام المتشددون بمنع رجال الاطفاء من مزاولة عملهم والدخول لإنقاذهن . وقبل عامين اعتقلت امرأة أمريكية كانت تعيش هنا بينما كانت جالسة ومختلية مع شريكها في العمل ، على الرغم من أنها كانت جالسة في كابينة مخصصة للرجال والنساء.
يقول أحد رجال الشرطة الدينية " انه لا يجوز لأي امرأة أن تسافر وحدها او ان تجلس مع رجل غريب والحديث و الضحك معه و شرب القهوة معا وكأنهما زوجين ".
ففي الاسبوع الماضي اصدر الشيخ عبد الرحمن البراك -وهو من رجال الدين المشاكسين - اصدر فتوى صدمت السعوديين ضد اولئك الذين يتساهلون في مسالة الاختلاط بين النساء والرجال . وعندما سألت الأمير إن تلك الفتوى بالطبع تشمل الجميع بما في ذلك الملك , استبعد الأمير ذلك , وقال: " إنه لا يمكن لعجلة التغيير ان تتوقف وأضاف انه وبالنسبة للمشايخ الذين يصدرون فتاوى بين الحين والآخر هنا وهناك بهدف تعويق التحول إنما 'يعبرون عن إحباطهم أكثر مما يعتقدون انهم سيقفون أمام المد ويعيدون الساعة للوراء'.
وقد نقلت للوزير : إن النساء اللاتي التقيتهن قد عبّرن على استحياء عن موقف الحكومة من السماح لهن بقيادة السيارات قريباً ؟
تمتم الأمير قائلاً" 'آمل ذلك'، واقترح علي قائلا: ' في الزيارة القادمة أحضري معك رخصة قيادة دولية'.
وعندما سألته عن إمكانية تأثير التكنولوجيا على المجتمع السعودي المهووس بالخصوصية أجاب الامير وكأنه يعترف بالحقيقة قائلا: "إن الخصوصية تعبير نسبي في عالم الكمبيوتر والتويتر وغيرها من منجزات التكنولوجيا. إنها مجرد جزء من تعقيدات و صعوبات الحياة العصرية .
صحيفه نيو يورك تايمز الامريكية
السعودية تتجه نحو الليبرالية 1855