يشكو الكثير من الأزواج من عدم قدرتهم على إقناع زوجاتهم بالتزام ميزانية أسرية بغية تحقيق التوافق النسبي بين مستوى الدخل والإنفاق لما للأمر من أهمية كبيرة في تقنين آلية النمط المعيشي للأسرة.
وبالرغم من أن الكثيرين منهم يجهلون أن المرأة في مجتمعنا تجد صعوبة شديدة في البقاء على ميزانية ثابتة نتيجة لبقاء الكثير من المتغيرات الاقتصادية في حالة نشطة, إلا أن الكثير منهم أيضاً يصرون على أن المرأة اليمنية من أكثر نساء الأرض قدرة على التكيف وإدارة الأزمات الأسرية بجدارة كاملة.
والسبب يعود في الدرجة الأولى للبيئة المحلية التي صهرت الكثير من الحواجز المادية والثقافية واهتمت غالباً بتربية الفتاة وفق أنماط ثقافية محددة.
لكن للمرأة دور كبير في رسم الخطوط المستقبلية العريضة التي قد لا يأبه بها الرجل.
فالرجل ابن اللحظة وصاحب صاحبه -كما يقال- ويومه عيده -كما ألفنا هذا التعبير كثيراً عمن سبقونا إلى الحياة بخطوة عمر واحدة- لكن يختلف الأمر بالنسبة للمرأة التي تخطط للمستقبل وتسعى للتجديد والتطوير وتحسين مستوى الأسرة المعيشي بأكثر من طريقة.
وهذه سنة الحياة, فطموح المرأة قد يختلف عن طموح الرجل لكنه ليس بأدنى منه رتبة أو أقل منه منزلة, ومن الملحوظ أن الثقافة المجتمعية السائدة تمنح المرأة قدراً كبيراً من الثقة في إدارة شؤون الأسرة وإخراجها من زاوية الروتين الاقتصادي المحتجز والبحث عن مخارج ووسائل جديدة لتحسين مستوى الدخل بأي وسيلة تضمن ذلك.
ومن المفيد أن تعلم المرأة أن الأمر يتعلق بالطريقة التي تدير بها علاقتها الزوجية, فالمعروف أن للمرأة تأثير قوي جداً على مستوى قناعات الرجل فيما يتعلق بالأسلوب الأمثل للمعيشة وطرق تحسينه وتطويره, لهذا فهي قادرة على إقناع الرجل بضرورة اتباع منهجية اقتصادية معينة كالتأمين والادخار, والاستفادة من وجود المشاريع الصغيرة التي تصبح كبيرة مع الوقت.
فهل تساعدين زوجك على الادخار؟! هذا سؤال تجيب عن المرأة التي يتاح لها فرصة إدارة المنزل صورياً لكنها محرومة من إدارته مادياً نتيجة لعدم وجود الثقة الكاملة لدى الطرف الآخر بقدرة المرأة على الادخار خاصة حين يتعلق الأمر بخيرات وتجارب تراكمية سابقة فشلت فيها المرأة, أو عجزت عن أداء مهمتها المنزلية أمام الرجل لكن هذا لا يعني أن المرأة بشكل أو بآخر صاحبة قرار مباشر حتى فيما يتعلق بآلية الإنفاق والاستهلاك المعيشي.
الاستقرار في سير العملية الاقتصادية داخل المنزل يساعد على فتح آفاق معيشية أفضل, وربما آفاق أخرى ثقافية واجتماعية ستكون مسؤولة عن إظهار الأسرة بشكل لامع ومصقول في مجتمع يكتفي فقط بإشباع بطون خاوية.
ألطاف الأهدل
هل تساعدينهُ على الادّخار؟ 1387