على مدار التاريخ البشري لا يمكن للمجموع الارتقاء, ويحقق حقيقة وجوده في الكون وعالم الشهادة حضوراً وأداء وفي الفكر والتصور.. ما لم ترتقي الذات أولاً بكيانها وتتخلص من عبودية الانجرار للشبهات والشهوات والملذات وأنانية النفس والهوى التي تهوي بالفرد إلى درك خطير من العبودية »أفمن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم« وقد يخالط هوى النفس إذا لم ترتقِ لقانون العبودية الحقة فلسفات تبرر لأصحابها عبودية الهوى والنفس للمادة والغريزة..
يعيشها الفرد وفي حسبانه أنه يقدم شيء للمعمورة وللإنسانية كما يدعي »كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها« .
هذه الذات حينما يتوالد عنها ذوات أخرى تنتج مجموع يكون وبالاً على المجتمع والإنسانية جمعا.. وقد يصير لدينا (مجتمع هوائي -ذاتي )تحكمه الشهوة والهوى والرغبة الجامحة والحادة في أكثر الأحايين، وفيها يدندن ..»يأتي زمان يقال فيه للرجل ما أجلده، ما أعقله، وما في قلبه مثقال حبة من إيمان« حديث شريف.
مشكلات تتناثر في بقع متعددة من المعمورة أقلها خطراً (الواعية السلبية.. والإصابة بالتفكك الأسري على مستوى المجموع.. ونظام تربوي بعيد عن قواعد الوحي..).هذا الحال نجده اليوم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية مع اختلاف في النسبة ..فمنها من يعيش في حياة اللذائذ بين البطن والفرج.. ومنها من عزف بواعية سلبية جائع البطن والفرج...الخ.
أنماط هذا السلوك والتكوين تتأثر به المجتمعات خاصة الأفراد ذوي الاتجاه والأداء الرسالي..بعض الأفراد وليس المجموع.. لأن مجموع هذ الاتجاه(الرسالي)قواعده ثابته ومنابعه أصيلة مستمدة من الإطار الجامع (الإسلام) وتقنن مبادئه وقيمه بالتدرج على الأفراد.. وخير مسار للارتقاء بالأفراد عندها التربية ..والتأثر بأنماط (الهوى)السالف الذكر تراه يظل محصوراً في ساحة الفرد وليس المجموع.. والكارثة إن كان هذا المتأثر (الفرد )ذو ريادة على المجموع.
أحمد الضحياني
الغارقون في هوى النفس! 1138