لا شك أن القرار الأممي الذي تم إقراره اليوم يبدو في مجمله مرحلة تسوية سياسية دون الإخلال بقواعد التوافق وكذلك لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بينما يجب أن تكون الوطنية إلزامية للأطراف أكثر من القرار الأممي تحت البند السابع والمتعلق بالعقوبات وتجميد الأرصدة وإيقاف تحركات وغيره فاليمن تحتاج اليوم لسواعد بناء وتوافق بدلاً من تكديس سلاح وفتح جبهات وإقامة دويلات داخل الدولة, بينما سيكون القرار عابراً للأطراف التي تعمل للبناء وسيكون محطة إعاقة للساعين وراء مخططات مشبوهة تبدوا للإخلال بعملية التسوية السياسية.
وبين هذا وذاك يبدو بأن القرار الأممي لا وصاية ولا احتلال ولا تدخل ولا تمكين ولا صراع ولكنه في مجمله ضد المعرقلين للعملية السياسية أياً كانوا: الإصلاح, المؤتمر, الحوثيين, الحراك المسلح الخ.......................فمن يخافون ويروجون على أنها وصاية أجنبية واحتلال هم المعرقلون مسبقاً ومن هم يعملون لأجل اليمن حقيقةً لن يخيفهم القرار رغم لهجته الشديدة وسيمر من أمامهم مرور الكرام مما يعني أن الذين ينزعجون الآن من القرار هم أصحاب المشاريع التي تستبدل البناء بمعاول الهدم, وتهدف لإدخال اليمن تحت الوصاية حينما تستدعى المجتمع الدولي للتدخل.
ولذلك فإن المتضررين من القرار الأممي هم أصحاب المشاريع ومنهم: البعض من النظام السابق الذين يحاولون إلى حد ما إيجاد صيغة مناسبة للحالة اليمنية لإعادة الحكم وتسليمه للعميد كما تم الإنقلاب في مصر وذهبت حكومة الغنوشي في تونس.
وكذلك الحوثيون الذين لهم هدف في إقامة دولة الإمامة أو ربما التحفظ على السلاح الذي أكد على نزعه مؤتمر الحوار الوطني فهؤلاء هم أبرز المتضررين ويسعون لإيجاد شروخ عديدة لإرباك المشهد, وإذا كان الإصلاح بين من يريد عرقلة مرحلة التوافق فالبند السابع جاهز ومتفق عليه بين الخمسة الأعضاء, ولذلك فإن مجلس الأمن حينما وقع على مسودة القرار لم يأخذ رأي الإصلاح ولا يوجد أحد من أعضاء مجلس الأمن إخواني حتى يكون القرار لصالح الإصلاح ولن يقف الغرب مع الإصلاح وكلنا نعرف ذلك جيداً ولكن الغرب يسير وفقاً لمصالحه المتعلقة بموقع اليمن ويعرف كذلك الرأس الذي يستحق أن يرمى بحجر البند السابع.
وتتحتم علينا مرحلة ما بعد البند السابع أن تكون الدعوة للجميع تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم نمنع التدخل الأجنبي والوصاية الخارجية ونتفق فيما بيننا.
وليس تصفيقاً للقرار بقدر ما هو نتيجة حالة فرضتها القوى السياسية على المجتمع الدولي مما أدى إلى تبني بريطانيا مسودة القرار المقدم إلى مجلس الأمن.
وسنضل واهمين إن ضننا بأن القرار جاء لحفض اليمن أو من أجل اليمن فذلك كله لا يهم المجتمع الغربي في أي بلاد وتقديمهم للمصالح هو الأبرز على أي عملية تتم في المنطقة وكون اليمن ذات موقع تجدر الإشارة إليه حينما يكون بين أبرز الممرات العالمية "باب المندب" الذي لا يحب الغرب أن يمس بسوء وكونه شريان أساسي لها.
ومهما ارتفعت الدعوات فإن قرار مجلس الأمن يقطع الطريق أمام مشاريع العنف ودعاة الإمامة والاقتتال الداخلي والتوريث. والسلام.

omerawl@hotmail.com