لن نتحدث عن الهزيمة التي تبدوا في مجملها تقليدية في محاور القتال التي لم تكتمل حتى اللحظة, فموضوع الحرب يترك جانباً هاذه لأن في أعراف الحروب شيء يسمى سجال والحرب خدعة وما إلى ذلك من مصطلحات فمشهد اليوم بات يدركه الجميع من دون خفية أو مساومة وهو ذلك الوضع الذي لطالما حذر منه الكثيرون ولكن لم ينصف إلى أولئك الناصحين بالإصغاء إليهم وأخذ رؤاهم من منطلق تنظيمي بدلاً من أن يؤخذ اليوم من منطلق العجز وليس كل ما في الحرب سلاح وليس كل انتصار خلفه سلاح بيد أن السلاح الحقيقي هو الإعداد والعمل التنظيمي ليس لهدف بعينه بل لمئات السنين تتعاقبه الأجيال جيلاً بعد جيل.
ولم يكن الأمر مقتصراً على دعم الخارج ومناصرة الأصدقاء بل يعتمد على مدى مضمون الرسالة التي نحملها ونسعى من خلالها لجلب الانتصار لإمتنا وشعبنا بدلاً من الذل والخنوع والانكسار على عتبات أبواب ثلجية تذوب عند الحرارة ومع أننا كنا نعتقد وفي مضمون حساباتنا نحن الطبقة الذين نعتمد كلياً على بصيص أي انتصار مجرد مشاهدة ملامحه وأضواءه الفاتنة التي لا تعتمد على أبسط مقومات الانتصار فكنا في كافة المحافل نراهن على كذا حتى سقط ثم نقول في عناد وركون أما كذا فلن يستطيع أحد عليه.
فنتفاجأ أن هذا الكذا أيضاً قد سقط وهذا لا يعني النهاية بقدر ما هو شارة الانطلاقة التي قد تحول الواقع المعاش وتقود لمرحلة صحيحة من أطراف المساعي التي يدعيها البعض ففي واقعنا وبدون مقدمات ها نحن ندفع ثمن الفرقة الحزبية والأنانية الضيق وخلاف الفروع حتى أصبحنا أثواراً متلونة يسهل للعدو أن ينهش اللحوم لوناً لوناً وفصيلاً فصيلاً وجماعة جماعة فقد غاب تماماً الهمل الجماعي الجاد المؤسس على الأخوة الإسلامية وتقديم الدعم بين بعضنا البعض بكل أنواعه ما بين المادي والقتالي وغيره والمعنوي أيضاً فكلنا على قاعدة واحدة وقيادة موحدة ويتنازل بعضنا البعض لأجل النصر والعزة والكرامة فلا العلماء أدوا رسالتهم على أكمل وجه ولا الساسة قاموا بما يراد منهم في أماكنهم لعزم إدراكهم حساسية الواقع ومألات المصير ولا تلك القبيلة أيضاً أعدت عدتها الكاملة فسارت على خطى واثقة بهدف حماية ما تستطيع حتى أو ما تملك فأصبحت أيضاً هدفاً لنفس ذلك العدو الذي ينال من العلماء والسياسيين فهل يدرك علماء اليمن وسياسيوها والقبيلة اليمنية مدى الدور المحوري في حال تمت الموافقة على رؤية تشكيل مجالس سياسيه عليا ثمثل جميع الأطراف وخيارات التوافق فيها على عدد حساب الأصوات بكل هدوء وراحة بال وعمل دؤوب من أجل المجتمع ككل والحفاظ على الثوابت التي لا يجوز المساس بها وإلى متى سنضل أثواراً بيضاء نؤكل ثم آخرون لنا تأكلهم هي نفسها الأنياب تلك التي أكلتنا متى يدركون أن التوحد وتقديم التنازلات مرهونان بالانتصار المدوي في وجه كل من تسول له نفسه المساس أو النيل من أي طرف ندعوا إلى العمل التنظيمي المؤسس على المواجهة وليس الاعتداء وليس ذلك إلا لكي نصحوا على أخبار سارة بدلاً من الأخبار تلك التي تسعى هي لتيقظنا بأخبار الهزيمة وإني من هنا لقد جئتكم يا قوم بخبر ليس لأجل مصلحة شخصية ولكني لا أريد أن تتكرر أيام سوداء كهذه في تاريخي والأجيال القادمة ألا تتفكرون وتنهضون وتعملون لتقفوا أمام الله منتصرين على الذين ظلموا ويسعون في الأرض الفساد وكيف نهون ونحن لا نعد هل صدق الحديث فينا أننا غثاء كغثاء السيل و والله ما اصبحنا كذلك إلا بعلمائنا وسياسينا وقبائلنا ندعوكم جميعاً للوحد الحقيقة والقيادة الموحدة أيضاً لكافة الأطراف على أسس وقواعد تحفظ ماء الوجه أمام أبناءنا والأجيال القادمة إن عجزنا عنه في زماننا ولن ننتصر إلا حينما يتنازل كل واحد منا للأخر ويقدم رقبته للأخر بل ويعطيه السكين مما يجعله ينصهر من أي أحقاد وضغائن يحملها العدو ونعرفه جميعاً أبا عن جد وليس الموضوع مقتصراً على مواجهة الحوثيين في هذه الظروف الحالكة بل للإعداد للمرحلة القادمة بتكاتف كافة أبناء المجتمع اليمني المنتمين لنفس التيار وترك الخلافات جانباً مما يجلب الانتصار ولو بعد أمد بعيد نناشد بالله علمائنا ومشايخنا وسياسيونا ورجال القبائل التي ننتمي اليها أن يكونوا لحمة واحدة وصفاً واحداً يتخذ من خلاله جميع التدابير للحفاض على السلم وما تبقى من المكونات التي لم تنالها عصى الظلم فيكون حتمياً بل ولزاماً أن نراجع تلكم الأوراق لندرك الحقيقة في هذا الشأن فحقيقة المعركة تجلت للعلن وأصبحت ناصعة في عز الظهيرة لا تخفى على احد ولنترك الزعامة والعلو والكبرة ولنقزم انفسنا من أجل وطننا ومن نقودهم لأنهم أوكلونا المسؤولية فبتفرقنا وتشتتنا اصبحنا غير قادرين على تحمل تلك المسؤولية ولو بشكل مقبول نسأل من الله في عالي سماه أن تكون رسالتي هذه وصلت لكل من له قلب أو القى السمع وهو شهيق أن يدركها وأن يعيها وان يتحرك للعمل بها قدر للمستطاع لنأمل المستقبل ونسير في شوارعنا اعزه لا كما نسير الآم مطأطئ الرأس من كثرتنا وقلتهم وهزيمتنا وانتصارهم قوموا يرحمكم الله وانتصروا للجماهير التي تؤمل فيكم النصر. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
غياب العمل الجماعي والقيادة الموحدة 1300