;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

فن التطرف! 1582

2014-01-24 18:19:34


أجمل ما يمكن الاستفادة منه في مجال توسيع العلاقات الاجتماعية وبناءها هو أنماط الشخصيات التي نواجهها بين الحين والآخر, والتي نختار في وصف بعضها أو فهمها أو تصنيفها وفق قوائم الانتماء الحزبي أو العقائدي أو الاجتماعي التي نعرفها جميعاً.

من تلك الشخصيات من يجنح إلى السلم ويرى فيه الأساس الذي تنبثق عنه حضارات العالم، ومنها من يرى في القوة طريقة حاسمة وعملية لتحقيق التوازن الاجتماعي عبر تطبيق مبدأ (ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة)، ومنها من يسير ضد التيار ومعه في وقت واحد، فهو مع من يصيب ومع من يخطئ، يحاول تصويب الأمور عبر استخدام المداراة والسياسة الباردة كما يُقال.. كثيرة هي أنماط تلك الشخصيات وكثيرون هم الناس الذين يتبعونها رسماً واسماً، لكن أغربها وأكثرها حدة تلك الشخصيات التي تتطرف إلى درجة تمويه القضية وتمييع ركائزها نتيجة ترك اللب والغوص في الأطراف الحُرة لتقييد حريتها وتعطيل وظيفتها.

ويشعر المرء بالغرابة حين يكتشف أن البعض يتخذ من طريقته المتطرفة في الحياة إلى وسيلة لجذب آخرين إليه ومن هنا يحتشد الناس حول الباطل في مناصرة جائرة لمن لا يستحق النصر، فمنهم من يتطرف في توجهه، ومنهم من يفعل ذلك في سلوكه، ومنهم من يتطرف مع تطرف الآخرين لدرجة الوصول إلى حد المنازعة وتبديل الحقائق وتحريف الأصول، وفي هذا بداية الخروج من المنهج والانحراف عن المسار والتصويب على غير ذات الوجهه، وتواكل على من لا يملك أمر نفسه ليملك ذمم آخرين أشد منه جهلاً وخيبة.

أصبح التطرف فناً لا يجيده إلا من يملك تلك الأدوات التي تجعل من الصورة خيال، ومن الحقيقة زيف، ومن الواقع دليلاً وهمياً.. فالمبدعون في مجال التطرف هم أولئك الناس الذين تتفوق لديهم قدرات الشر والعنف والتخريب على قدرات الخير والسلم والإصلاح والتنمية وليس شرطاً أن يكون عنفهم ملموساً وواضحاً فعنفهم الفكري أشد وأقسى من عنف بندقية أو دبابة، هؤلاء يمارسون التطرف عبر فكرة مسمومة تتسلل من أفواههم بهدوء الأفعى لكنها لا تلبث أن تقتل هذا العنف الذي يمارسونه عبر تغيير العقائد والثوابت عبر التشكيك في صحتها وتحريف بعض مفاهيمها وتأويل بعضها وفق توجهات مرحلية يشهدها واقعنا ولم يكن هناك ما يماثلها في ذلك الزمن، وهذا استغلال لقصور الإدراك الملحمي عند الناس ببطولات ومواقف نستطيع أن نستقي منها أحكاماً وقوانين فاعلة قد تحسم الخلاف الذي نعانيه بيننا وبين أنظمتنا وحكوماتنا في كل الوطن العربي، لكن كان يجب أن ننوه إلى هذا النوع من العنف القذر الذي يحاول أن يكون له جسد عبر التطرف الذي يستخدم سياسة السوط البارد، فاحذر أيها الإنسان، في هذا الوطن ممن يهمس في أذنك وسيفه مسلط على عنقك!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد