لعل الحادثة التي وقعت الاثنين الماضي والمتمثلة باغتيال ممثل الحوثيين في مؤتمر الحوار/الوطني احمد شرف الدين هي نتاج سياسات انتهجتها جماعة الحوثي فهي من جهة وثيقة ترفض التوقيع على وثيقة الحلول والضمانات لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي كان هو في طريقه للتوقيع عليها في نفس جلسة الاثنين التي حضرها رئيس الجمهورية ووقف بنفسه أمام ما يحاك في غرف الحوثيين المغلقة والتي يتمثل هدفهم في هذه العملية بتقويض العملية السياسية التي شارفت على الانتهاء ودون ادنى شك أن الدكتور شرف الدين كان في طريقه للتوقيع وبعد الحادثة فقد أشار الناطق الرسمي للحوثيين /علي البخيتي أن الرجل كان يظهر في الصورة وبيده التلفون وكأنه يتصل با المخلافي للتوقيع على الوثيقة حسب كلام البخيتي وكأن الرجل -اعني شرف الدين- يعلم بأنه سوف يغتال حسب قاموس البخيتي المضحك في كل تصريح له رغم فداحة وبشاعة الجريمة التي أوقعوها بزميلهم في مؤتمر الحوار للحيلولة دون أن يصل المؤتمر إلى 25 يناير ليتوج بذلك صفحة جديدة لليمن ما بعد الحادي عشر من فبراير المجيد وقد ضهر ذلك ببيان أصدره البخيتي في اليوم التالي متحدثاً بلسان الحوثيين ويؤكد بأن انصار الله يرفضون التوقيع على وثيقة الحلول والضمانات تحت أعذار واهية تعود إلى الحكومة وهو الأمر الذي أكد فيه رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة جديدة برئاسة باسندوه ثم أردف البخيتي في بيانه حول إعلان رئيس الجمهورية موافقة مكون الحوثيين بعد إعلان انسحابهم عقب عملية الاغتيال التي تعرض لها شرف الدين لا صحة للوثيقة التي قراءها رئيس الجمهورية والتي تم الادعاء فيها أن مكون أنصار الله أعلن موافقته على مخرجات مؤتمر الحوار وعلى وثيقة الضمانات، وتلك الورقة مزورة وتم التغرير بواسطتها على رئيس الجمهورية ليقوم بقراءتها حتى يتم تمرير وثيقة الضمانات, ونتحدى رئاسة المؤتمر والأمانة العامة نشر هذه الورقة على وسائل الإعلام.
كذلك لا صحة لتوقيع الشهيد الدكتور/ احمد شرف الدين على وثيقة الضمانات، ونتحدى كذلك الأمانة العامة ورئاسة المؤتمر أن تظهر هذه الوثيقة وعليها توقيع الدكتور وهذا هو من نص البيان الذي أصدره البخيتي وكأن عملية الاغتيال تمت لإعلان هذا البيان الذي يبدو مفتقراً إلى شخص واحد ليؤكد التوقيع وهو الدكتور شرف الدين وكل هذا يبدوا حسب مراقبين بينما أيضاً يرى آخرون أن العملية هي نتيجة الأعمال الإجرامية التي تقوم بها جماعة السيد ونتيجة أيضاً الشحن الطائفي الذي تروج له الجماعة مما يدفع الطرف الآخر لمقايضة الإجرام الحوثي فإن كانت الجماعة الفارسية التي تتحدث بلسان الخميني جادة في التهجير والقتل والتشريد فعليها في الوقت نفسه أن تتحمل التبعات التي لم تظهر بعد وكما أنها أخرجت أناس من مساكنهم أصبحوا اليوم يعيشون في خيام وهمية يرتعدون من البرد ليلاً ومن حر الشمس نهاراً ورغم كل ذلك لم يذهبوا في طريق الإعمال الإجرامية التي يروج لها الحوثي عبر إعلامه ولو كانوا كذلك لأحاطت الأحزمة الناسفة كل موطئ قدم للحوثيين في صعده وغيرها بينما جميعنا يعلم أن أحزمتهم المصاحف وسلاحهم الحديث وقد أدانوا ذلك العمل الإجرامي الذي استهدف الدكتور/ شرف الدين فهل من المنطقي أن يتحدث صاحب اللسان الطويل عنهم ويقدم اقتراحاته لتكوين مركز لهم في صنعاء ويقوم بتحريض أبناء الحديدة لكي لا ينتقل الشيخ الحجوري إليها إنه البوق الذي لا يعرف اليمن وحقيقة رجالها وقد اصبح اليوم ناطقاً باسم فرع إيران في اليمن سفهت أحلامهم وجعلتهم يبنون أحلام على وهم زائف كي يتسنى لهم المستحيل ولعلهم يدركون أنهم حينما يضحكون عند التهجير فلابد لهم أن تفيض أعينهم من الدمع وتٌهَد في نفوسهم شعلة التمزيق التي يسعون إليها جاهدين رغم موافقة كافة القوى على وثيقة الحلول والضمانات لمخرجات مؤتمر الحوار إلا دعاة التمزيق الذين يسيرون على نفس الخطى التي سار عليها أشباههم في دول الجوار نعرفها ونعرفهم وندركها وندركهم تماماً ويا ليتهم يعلمون أن اليمن تشبه العراق ولكن بالشكل المعاكس تماماً وربما أكثر فلا تظهروا بصور عارية تخدش الحياء وتنزع الإنسانية يتحدثون بلسان الفقها بينما هم حمقى يسعون في الأرض فساداً فما كان جزاؤهم إلا أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من اليمن مالم يلزموا السلم ويجنحوا له بعد أن وافقت عليه كافة القوى السياسية فليخف قليلاً ضحك البخيتي بعد التهجير وتقديم مقترحاته حول إقامة الحجوري في صنعاء بدلاً من الحديدة وأنه من ذنب أبناء الحديدة أن يهاجر الشيخ الحجوري إليها وأن يتوقف عن مقترحاته التي تشبه صورته والتي قال في احدها: أمانة العاصمة أفضل من الحديدة
"مجرد اقتراح". والسلام
عمر أحمد عبدالله
تبعات ما بعد التهجير 1292