صدر مؤخراً بحث طبي –قيم- عن أحد المعاهد الطبية المتخصصة بأمراض القلب، حيث ركز البحث عن التدخين, وما يعكسه من آثار سيئة على القلب والشرايين، كما حذر من بريق الدعايات التي تصنف أنواع التبغ إلى: الملطف, والعادي،

 عندما ندخن كثيراً لماذا لا نحاول ذلك مع سجائر خفيفة؟

مع كل أسف أن هذا النوع من الدخان لا يقلل من الأضرار, بل على العكس تماماً يزيدها، لقد درج الناس على الاعتقاد بتلك الأرقام الموجودة على علب السجائر أو في الإعلانات, ولكن في الحقيقة أن هذه الأرقام لا تعطي الكمية الحقيقية, والمعيار الدقيق لكل علبة أو مغلف سجائر, أو سيجارا ومعسل, أو غيره.. وكما نفهم فإن مادة القات تتكون نتيجة الاحتراق، فكيف يمكن لنا أن نعرف بدقة الكميات الموجودة في اللفافة عند خروجها من المصنع؟

لقد استطاع الأطباء وعلماء الأبحاث الذين تخصصوا قاموا بعمل اختبارات في هذا المجال أن يبتركوا آلة أوتوماتيكية أجروا بواسطتها تجارب على أنواع عدة من اللفائف وقد أعطت معلومات مدهشة,

 إن الكميات التي ندخنها بشكل عام، استبدادية فبكل بساطة أننا لسنا آلة أوتوماتيكية دقيقة، بل ندخن حسب حاجتنا فعندما نشعل لفافة ملطفة بين أصابعنا، نعب منها بقوة تبلغ ضعفي قوة اللفافة العادية، وهكذا الأمر غريزي ومنطقي فالنيكوتين مخدر يؤثر على الجهاز العصبي ويجب ألا ننسى ذلك، والنفس الواحدة من لفافة خفيفة يعطينا كميةً معينة من النيكوتين أقل من تلك التي اعتدنا عليها في اللفافة العادية وهكذا سنجد نقصاً وخللاً يتطلب منا الحسم على أساسه كميات إضافية لتعويضه، ولكي نصحح هذا النقص أننا نبتلع كمية م2ضاعفة من دخان السجائر الملطفة، وهناك أمر آخر يحذر منه العلماء.

لقد وجد الاختصاصيون في الدخان مادة سامة هي "أكسيد الكربون" وبشكل عام نلاحظ أن معظم السجائر الملطفة مزودة "بفلتر" منقي ولكن إذا عدنا إلى التحاليل لوجدنا أن كمية أوكسيد الكربون الموجودة في اللفائف الملطفة تفوق تلك الموجودة في السجائر العادية ولا تطلق هذه التهمة جزافاً ولكن على آثر نتائج تحقيق دقيق أجراه بعض الباحثين في جامعة أوكسفورد البريطانية مفاده أن الفلتر الخاص بالسجائر ليس هو الحامي من "أوكسيد الكربون"، وقد ثبت اليوم أنه إذا كان قار التبغ هو المسبب الأول لكثير من إصابات سرطان الرئة، فإن أوكسيد الكربون بكل صراحة يقف وراء الكثير من الأزمات القلبية التي نعاني منها، لماذا؟

لأن العضلة القلبية تعيش مثل بقية أعضاء الجسم بفضل الأوكسجين الذي نتنفسه ونتزود به عن طريق الرئتين، ونظراً لمرور أوكسيد الكربون إلى الرئتين ويمر في الدم وبكميات كبيرة تفوق كمية الأوكسجين، وهذا يؤدي إلى عدم قدرة أعضاء الجسم للقيام بالمهام المطلوبة منها كي يضل الجسم معافى وسليماً.

وباختصار إن المدخن يعاني من قلة في شحنات الأوكسجين مما يعني أن يقف دائماً على عتبة الاختناق وأن العضو الأكثر تأثراً بالتدخين هو القلب فهو أول من يتلقى الغازات السامة مثل غاز الكربون ثم تتأثر بعد ذلك بقية الأعضاء من جراء نقص مادة الأوكسجين كالدماغ والأطراف وأعضاء الجهاز الهضمي إن خطورة غاز الكربون أن يحرمنا من الكمية اللازمة من الأوكسجين ومسئول عن تلوث الأوردة وهي الخطوة الأولى نحو حوادث القلب (مثل السكتة القلبية وغيرها..).