لعل حادثة الاغتيال التي حدثت الجمعة الماضية للبرلماني وعضو مؤتمر الحوار/عبدالكريم جدبان تأتي في سياق العمل الدؤوب الذي تفننت وتتفنن به جماعة الحوثي في اليمن.. ولعل المشاهد في هذا الأمر هو ما وصلت إليه الأمور في جبهات القتال التي تدور الآن وأثناء مقتل جدبان في عدة محاور وجبهات فتشتد حيناً في كتاف ويضيق الخناق على صعدة من جبهة حاشد وحرض فتزيد معاناة الحوثيين في معقل دارهم صعدة..
لم يكن يعتقد أي شخص أن المستهدف هو الدكتور/ عبدالكريم جدبان بقدر ما كان يؤمل من يقفون على خط عداء الحوثيين استهداف صالح هبرة أو البخيتي اللذين يعملان بقوة وإصرار في مشروع السيد وهي قصة مفضوحة, إذ أنه لو كان هناك من يريد إعاقة جماعة السيد لم يكن ليجرؤ على الدكتور جدبان ويوجد في الطرف الآخر قادة متحركون تصب تحركاتهم في مساعي تعيق تقدم اليمن ونهضته واستقراره.. إلى جانب ذلك نستطيع إضافة الخلاف الطفيف أو ربما تغاير وجهات النظر بين الدكتور جدبان وجماعة السيد, بحيث أن مشروع جدبان كان يهدف إلى حد ما إصلاح جذور الزيدية وليس إدخال ما ليس فيها إليها كما هو مشروع السيد.
رحم الله الدكتور جدبان وجعله في ميزان سيئات السيد الذي يتحمل دمه في رقبته إلى يوم نلقى الله على كل الأحوال إن كانت الرصاصات التي اخترقت جسده تابعة للسيد أو كانت من طرف آخر أودى به السيد إلى التهلكة وما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه لولا مشروع السيد الذي أدخل اليمن في دوامة من الصراع الذي تتحكم به طهران والرياض بدعم طرف واحد.
وتؤكد الحقائق أن أهداف الحوثي في اغتيال جدبان تكمن مساعيها في وقف الصراع المنتفخ في محافظة صعدة والمنتشر في جوانح تواجد الحوثيين في كافة المناطق, مما سبب للحوثيين نقاط تماس أماكن تواجدهم وهو مؤشر خطير بالنسبة لهم.
ومن هنا نذكر أن مشروع السيد لن يقف عند اغتيال شخص الدكتور جدبان, بل يتعدى ذلك ليصل إلى قادات في الجماعة من الصف الأول, كما قتل وزير الدفاع السوري داوود راجحه.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
مشروع السيد أكبر من اغتيال جدبان 1261