نعزي شيخنا الفاضل يحيى الحجوري في ابنه عبدالرحمن, فقد بلغنا استشهاده - فيما نحسبه- أخينا عبدالرحمن بيد الغدر الحوثية المارقة, ويلفظ هذا الشاب آخر أنفاسه في قلعة السنة بدماج, وإننا بهذا نعزي شيخنا الفاضل/ يحيى بن علي الحجوري ونقول له: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى, فلتصبر يا شيخنا الغالي ولتحتسب, ونسأل الله الأعلى أن يؤجرك في مصيبتك ويخلفك خيراً منها, قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
خلافنا مع الحوثيين "الدم":
يثير الحوثيون في إعلامهم مسألة التكفير عقب مقتل ممثلهم في الحوار عبدالكريم جدبان الجمعة الماضية ويسعون من خلال ذلك إيهام الشعب بأن مسألة اغتيال البرلماني جدبان مناطة بدعوات التحريض والتكفير التي يدعون بها كذباً على الشيخ يحي الحجوري حفظه الله, وهو الأمر الغير حقيقي أو منطقي, سيما أن ما يحصل في دماج اعتداء وحشي وقتل وحصار, مما دفع الشيخ يحيى الحجوري لإعلان النصرة كمن يقول نحن نقتل ونحاصر فمن ينصرنا أليس هذا هو ما يوجد في دماج فما علاقة مقتل جدبان بهذا الأمر, بينما تأتي دعوات التحريض هذه في سياق الشحن الطائفي لممارسة الجريمة التي يروج لها المعتوهون ممن لا يحبون اليمن.
ولذلك فإن مسألة الاغتيال جاءت من خلال ذلك الشحن الذي لطالما استفحل في جميع الأبواق التي تنشر الفتنة, وكذلك فإنها جريمة شنيعة والأعظم منها هو قصف وحصار دما ج وأنا أعتب على جميع من أدانوا هذه الحادثة بما في ذلك مؤسسة الرئاسة والحكومة وجميع الأحزاب والمنظمات السياسية, في الوقت الذي لم نشاهدهم كما فعلوا اليوم يفعلونه في الأمس حينما قصفت دماج وقتل فيها بيوم واحد ما يزيد عن عشرين قتيلاً, بل ويتوالى ذلك القتل والحصار وأكد أن من يقتلون في دماج ليسوا أناساً ممن لفظتهم الدنيا, بل إنما هم العلماء والفقها وناشرو الدين والسنه ومبلغو دعوة الله ولا أدري لماذا هذا التهاون والتقاعس في إصدار بيانات تدين سفك تلك الدماء, بينما يعتقد البعض أن خلافنا مع الحوثيين خلاف أبدي, وهو ليس كذلك, بيد أن خلافنا معهم يكمن في قضية الدم الذي أراقوه ويريقونه أينما وجدوا ولم يكن بيننا خلاف منذ سنين حتى في عهد أكابر العلماء كمقبل الوادعي ومجد الدين المؤيدي لم يحصل من إفصاح للمتطرفين أن يستبيحوا الدماء كما يفعل السيد اليوم وكما يفعل به أيضاً ومسألة عدم خلافنا معه إلا الدم قول الله (ولكل وجهه هو موليها) وقوله تعالى (لكم دينكم ولي دين).. وفي مسألة الدم يقول الله (ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل).
ولعل حادثة الاغتيال التي حدثت الجمعة الماضية للبرلماني الحوثي وعضو مؤتمر الحوار/ عبدالكريم جدبان تأتي في سياق العمل الدؤوب الذي تفننت وتتفنن به جماعة الحوثي في اليمن, ولعل المشاهد في هذا الأمر هو ما وصلت إليه الأمور في جبهات القتال التي تدور الآن وأثناء مقتل جدبان في عدة محاور وجبهات فتشتد حيناً في كتاف ويضيق الخناق على صعدة من جبهة حاشد وحرض فتزيد معاناة الحوثيين في معقل دارهم صعدة, ولم يكن يعتقد أي شخص أن المستهدف هو الدكتور/ عبدالكريم جدبان بقدر ما كان يؤمل من يقفون على خط عداء الحوثيين استهداف صالح هبرة أو البخيتي اللذين يعملان بقوة وإصرار في مشروع السيد وهي قصة مفضوحة, إذ أنه لو كان هناك من يريد إعاقة جماعة السيد لم يكن ليجرؤ على الدكتور جدبان ويوجد في الطرف الآخر قادة متحركون تصب تحركاتهم في مساعٍ تعيق تقدم اليمن ونهضته واستقراره.. إلى جانب ذلك نستطيع إضافة الخلاف الطفيف أو ربما تغاير وجهات النظر بين الدكتور جدبان وجماعة السيد بحيث أن مشروع جدبان كان يهدف إلى حد ما إصلاح جذور الزيدية وليس إدخال ما ليس فيها إليها كما هو مشروع السيد..
ونقول رحم الله الدكتور جدبان وجعله في ميزان سيئات السيد الذي يتحمل دمه في رقبته إلى يوم نلقى الله.. على كل الأحوال إن كانت الرصاصات التي اخترقت جسده تابعة للسيد أو كانت من طرف آخر أودى به السيد إلى التهلكة وما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه لولا مشروع السيد الذي أدخل اليمن في دوامة من الصراع الذي تتحكم به طهران والرياض بدعم طرف واحد.. وتؤكد الحقائق أن أهداف الحوثي في اغتيال جدبان تكمن مساعيها في وقف الصراع المنتفخ في محافظة صعدة والمنتشر في جوانح تواجد الحوثيين في كافة المناطق, مما سبب للحوثيين نقاط تماس أماكن تواجدهم وهو مؤشر خطير بالنسبة لهم.
ومن هنا نذكر أن مشروع السيد لن يقف عند اغتيال شخص الدكتور جدبان, بل يتعدى ذلك ليصل إلى قادات في الجماعة من الصف الأول كما قتل وزير الدفاع السوري داوود راجحه, قتل يوم 18 يوليو 2012 في انفجار استهدف مقر الأمن القومي في دمشق.. ويأتي تشييع الدكتور جدبان صبيحة الثلاثاء الذي تم التوقيت فيه لاغتيال نجل العلامة يحيى الحجوري الحافظ الشيخ/عبدالرحمن الحجوري تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.. والمختلف في المشهد هو تغاير التصريحات في مسألة اغتيال /عبدالرحمن الحجوري, فلا إدانات ولو متأخرة وليس بعد الجريمة بنصف ساعة كما حصل مع جدبان, فلا الرئاسة ولا حزب الإصلاح ولا الرشاد ولا المؤتمر, كيف بالحوثيين أنفسهم الذين أطلقوا نيرانهم الظالمة لتصيب جسد/ عبدالرحمن الحجوري, ولا زلنا ننتظر تعازي كل هذه الأطراف لشخص شيخنا وإمام السنة في زمن الفتنة باليمن الشيخ الفاضل /أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري, نسأل الله له العمر المديد.. ولا نزال أيضاً رفع برقية التعزية من فخامة رئيس اليمنيين ككل وليس للحوثيين فحسب أن يواسي الشيخ الحجوري في مصابه الجلل.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
خلافنا مع الحوثيين (الدم) وتعازينا للعلامة الحجوري 1858