قمة الألم أن تبتسم في وجه زمن لا يمنحك أدنى درجات الرضى.. قلة هم الذين يمنحوك رباطة جأش.. وثمة من يرقب تعثرك حتى إذا ما كانت كبوة تستطيب له أمنياته كي يتلذذ بألمك.. وعلى مرفأ في جزء من المعمورة يقف الدنيويون رعاة حصريين لآلام الآخرين يعيشون في بهيمية الحياة ما بين "البطن والفرج", شهوات وملذات لا يتورعون من تسخير أنفسهم لإهدار كرامة الإنسان..
وإلى جانب هؤلاء يعيش(الأنانيون) ذوو المصالح الخاصة، يعيشون حياتهم ضمن معادلة الربح والمصلحة.. وفي عداء دائم مع قاموس العدالة الاجتماعية.. وفي توائم غير منقطع النظير مع(مصلحة الذات), لا يقدمون للآخر شيئاً دون مقابل مادي.. يحرصون على تسويق مجتمع استهلاكي خاضع للمال والمادة خارج نطاق القيم (التعاون والعدل والخير للجميع).. في مجتمع الأكثر رحيلاً للفقر والبطالة يعيش هؤلاء (الدنيويون والأنانيون), بأفعالهم يبثون فقاعات ويرسخون قناعات وعادات خارج قيم العدالة الإنسانية.. فتصير الثقافة ثقافتهم والمنفعة مصلحتهم والظلم عدالتهم "فعجل يجلب المال خير من عقل ينتج الأفكار".
الواقع يتمخض لنا اليوم من هذه النوعيات مصدري الواعية السلبية للمجتمع.. تراها تتصدر رئاسة المجتمع الذي أنتجته وتحاول التحكم بالمجتمع الآخر.. والأخطر من ذلك أن تجد من يحاول أن يتتلمذ على هذه الثقافة وهذا المنوال.. وما هو مقلق للغاية أن ذوي الضمائر الحية بين ذات حية ووسط إنساني ميت.. وكم هو مؤسف أن يتقوقع من تظن أنه من ذوي "الأداء الرسالي" فيخذلك في أول محطة كنت قد جهزت نفسك لها كي تعبر أول الطريق, عندها يمكنك أن تحشد إمكاناتك وتعبر الطريق بمفردك لتصل إلى مشروعك الخاص:" رسالتك في عالم الشهادة".
أحمد الضحياني
عجل يجلب المال خير من عقل ينتج الأفكار!! 1480