يعول الشعب اليمني وقيادته السياسية وكافة أطياف العمل السياسي والحزبي الشيء الكثير على مؤتمر الحوار الوطني, باعتباره المخرج الأوحد والطريق الأسلم من المدلهمات والخطوات والتشظي والانقسام والحروب, ذلك لأنه يدرس الحال والواقع اليمني فيشخص الداء ويصف الدواء بشكل معالجات أنية وطويلة المدى, فالشعب يرقب عن كثب مخرجات الحوار الوطني ويتطلع بأن تأتي تلك المخرجات ملبية لطموحاته وتتماشى مع قناعاته السياسية والثقافية والفكرية, فالمتحاورون هم من أبناء جلدتنا يتحدثون بلغتنا ويصلون إلى قبلتنا ولا نشكك البتة في ولاء أحد, بيد أننا نخشى أن يدور البعض حول رحى المصلحة الشخصية الضيقة ويساهم من حيث لا يدري بخرق السفينة التي نحن جميعنا على متنها بأشكال وصور عديدة للخرق كتقسيم الوطن وتجزئته تحت دعاوى الفدرالية أو الدولة الاتحادية, فمن العجيب أن يأتي مؤتمر الحوار الوطني ليفاقم المشكلة بالتقسيم فالشعب موحد ومن ينادون بفك الارتباط والانفصال هم غوغاء مأجورون ومسيسون, فالشارع السياسي الوطني مع الوحدة الوطنية وأولئك النفر يتاجرون بالقضية الجنوبية ويريدون تحقيق مكاسب شخصية وحزبية ضيقة, فأولئك القوم لم يتمكنوا من فرض الانفصال بالقوة آنذاك واليوم يريدون فرضه بصناعة القلاقل والاضطرابات والتموجات وسط الشارع السياسي الجنوبي من أجل أن يوصلوا الجميع إلى قناعات تقسيم الوطن باسم الدولة الاتحادية أو بتقسيمه بالفدرالية من إقليمين وهذا خرق سيتسع على الراقع وهذا مكر وكيد للوحدة الوطنية التي هي مصدر العزة والكرامة والقوة وهي أمر من الله سبحانه وتعالى، حيث يقول المولى عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)..
فأنتم أيها المتحاورون من سيقف في وجه المخططات التي ترمي النيل من وحدتنا ومصدر قوتنا فكونوا وطنيين كما عهدناكم وارفضوا كافة أشكال التقسيم من أجل أن يحيا اليمن حراً أبياً موحداً في كافة شؤونه حتى يعلو صوت الحق والحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية بعيداً عن الوشائح والعلائن الدونية الهابطة.
فيا أيها المتحاورون نحن نريد بناء دولة مدنية حديثة تقوم على أسس سليمة ترفض شتى ألوان التمييز المناطقي والعنصري والطائفي والمذهبي والحزبي، بحيث يكون البقاء فيها للأصلح وللأفضل والأحسن.. دولة مدنية حديثة ترفض الضيم والحيف والجور والتعسف وتنادي بالمساواة والكرامة والعدالة الإنسانية وتستمد ثوابتها وأنظمتها من روح الشريعة الإسلامية الغراء التي تجسد انتمائنا للدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة ومنهاج حياة, فالدين الإسلامي الحنيف هو دين الدولة والشريعة الإسلامية السمحاء هي قوانين الدولة وأنظمتها الخالدة الراقية التي ليس فيها جور أو ضيم لأحد، حيث ستكون دولة اليمن بوحدتها نظاماً وأرضاً وإنساناً من أقوى دول المنطقة والإقليم وستحيا حياة كريمة.. فأنتم من سيضع اللبنات الأولى لهذه الدولة المدنية الحديثة الموحدة التي تتباهى بعزتها ووحدتها ومنعتها, فاليمنيون موحدون خلال التاريخ اليمني القديم, فليس من العقول أن تأتوا أنتم لتفريق اليمن واليمانيون وتضربون وحدتنا في مقتل.
الأعزاء المتحاورون: اربأوا بأنفسكم أن ترعوا مع الهمل, فقد رشحتم لأمر عظيم وجد خطير فحافظوا على وحدة اليمن نظاماً وأرضاً وشعباً كي يخلدكم التاريخ اليمني الحديث في ذاكرته, فنحن مع مخرجات الحوار الوطني وسوف ندعم تنفيذها متى ما جاءت مؤكدة على وحدة الوطن رافضة شتى صنوف التقسيم البغيض سواءً بالفدرلة من إقليمين أو بالدولة الاتحادية من خمسة أقاليم, فنحن لسنا مع الفدرلة ولا الدولة الاتحادية.. نحن مع الوحدة الاندماجية وليس لهذا الشعب اليمني العظيم من بديل سوى الوحدة الاندماجية ولن نقبل بغيرها بديلاً وسوف نسقط أي مخرجات ترمي تقسيم الوطن بأي شكل من أشكال التقسيم البغيض فقوتنا في وحدتنا ولن نحيد عنها قيد أنملة, فالوحدة الوطنية اليمنية المباركة مكسب ومنجز تاريخي هام وهي نقطة مضيئة في ظلام العالم العربي والإسلامي الدامس.. وإلى لقاء يتجدد معكم بإذن الله تعالى والله المستعان على ما تصفون.
عصام المطري
إلى المتحاورين مع التحية!! 1067