في هذا الوقت: تحطِّم الميليشيات الحوثية الرافضية وأجندة الإرهاب الصهيونية الحديثة كل الفرحات، وتقتل كل الابتهاجات وتحوِّلها إلى أحزان لا تكاد تنقطع وعويل لا يكاد يفتأ، وتُشعل نارَ الحرب الإجرامية التي باتوا يسعون إليها جاهدين ومنفذين.
لقد أفسدت الكهنوتيَّة الحوثية والدموية الفارسية كلّ القيم والثوابت الدينية فاستبدلوا ما دعا إليه شرعُنا الحنيف من الرَّحمة والعطف والإحسان وإعانة المحتاج وتوقير الكبير والعالم والحنو على الصغير، ورعاية اليتيم والأرملة والمسكين، واحترام الدَّم والعرض والمال المعصوم، وترسيخ الأمن والاستقرار والمواطنة الصالحة وتعظيم الشعائر الدينيَّة التي تعظيمها من تقوى القلوب؛ استبدلوا ذلك كلَّه: بقتل الطفل الصغير وهدم بيت اليتيم وتجويع المسكين وقتل القُرَّاء والدعاة إلى الله وإقلاق السَّكينة والأمْن بصبِّ وابل النيران التي لا ترحم على الشيوخ والنساء والآمنين بمنطقة دماج حيث يقتل الأبرياء ليلا ونهارًا وجهارًا بدون مبرِّر وسبب تطبيقًا لمؤامرات ومخططات عدوانية دموية ذات غطاء صهيوني باتت مكشوفةً لدى كثير من النابهين, فنزعوا وازع الدين من قلوبهم وباتوا في العراء الأخلاقي والديني والمجتمعي.
إنَّ ما يفعله المجرمون الحوثيون بحق الإنسان والمواطن اليمني وأهل السنة بدماج ومن إليهم من حرب همجية وحصار وتجويع وقتل وجرح وتشريد وهدم وإفساد عريض متواصل منذ سنوات لا يفتُرون إلا في فترات لجمع العدَّة والآليات والمقاتلين والعمل على تجفيف ينابيع النُّصرة، ثمَّ يعودون من جديد منتهكين بحق العُزَّل والأبرياء أبشع الجرائم التي تقشعر لها الأبدان ويقف عند حدها كل لسان ليشرع بالحديث عن فضاعتها واستغلال المواسم لنشرها.
لقد عكر الحوثيون الأجواء بفوهات بنادقهم ونيران أسلحتهم, فأطفئوا البسمة في وجوه الأطفال ورسموا الحزن في وجوه الأمهات والآباء والعلماء وطلاب العلم.. لقد سعى الحوثيون في قتل الطلاب والقُّراء وسكان المنطقة صغارًا وكبارًا ذكورًا وإناثًا, ساعين بذلك لتحويل أيامهم إلى أتراح وأحزان ومآتم في حق المساكين والعُزَّل, وفي الوقت الذي يتَّجهُ فيه كثير من المسلمين إلى أعمالهم وتسيير أمور حياتهم, بينما يتوجَّه الأبرياء في دماج إلى المقابر لدفن المظلومين والمنكوبين.. إنها ساعة فاصله ترتسم ملامحها على جبين رجال القبائل اليمنية بين من يلبي نداء المظلومين المكلومين والمحاصرين وبين من يتقاعس عن دوره ويظل الصمت عنوانه.. لقد نغص الحوثيون العيش على ثرى دماج الطاهر وأراقوا فيها الدم الحرام في شهر الله الحرام فقتلوا بذلك خلال اليومين الماضيين ما يزيد عن زهاء 74شهيداً و200جريح يموتون ببطء.
وبذلك لقد أجمعت الأمَّة الإسلامية المحمَّدية على وجوب وشرعية دفع الصَّائل والباغي على الدين والنفس والعرض بما من شأنه أن يحقن الدم ويحفظ الدين والعرض والمال، ويَرْدَع المجرم وحينها ستضل اللعنات تلاحق الحوثيين أينما ثقفوا وتلاحق أيضاً من إخراجهم من براثين التسلط والكهنوت وهي رسالة ملطخه بالدماء الطاهرة الزكية والأوجاع المتتالية إلى جميع القائمين على الجبهات المناهضة للحوثي أن يثبتوا وأن يكونوا العنوان الأبرز في رسم ملامح المرحلة المقبلة جميعكم يعي ويدرك دماج ليس لحرب أو فتنة، بل إنما لتعليم الكتاب والسنه ولقد دعتهم الفتنة الحوثية فلم يتقاعسوا لقوة إيمانهم وصلابة عقيدتهم ولكنهم يطلبون العون ومدد السلاح لهم, فكما قيل بأن دولة وصولة وجولة الباطل ساعه ودولة الحق إلى قيام الساعة, مع أن الغنائم التي يأخذها المجاهدون بفعل تركيع مليشيات الحوثي كفيله أن تكون عليهم وابلاً من الانتقام لما يفرضونه على دار الحديث الذي يئن تحت وطأتهم وجور ظلمهم, هؤلاء الذين يدعون كذباً وزوراً ولاءهم لأهل البيت رضي الله عنهم وهي إساءه في حق أهل البيت عليهم السلام أن يدعي هؤلاء القتلة حبهم والتغني بهم ورفع مظاليمهم وراياتهم..
ويحاول الحوثيون جاهدين أن يبسطوا سيطرتهم على جبل البراقة المطل على دماج أو حتى يريدون أن تكون لجنة الوساطة هي التي تسيطر عليه ليحلوا لهم دخول دماج واستباحة حرمانه ولكن أهل دماج وقفوا في صد هجماتهم المتتالية وكان من حض الجبهات الأخرى كجبهة كتاف أن تلقن الحوثيين دروساً قاسية, فقتلت منهم وأسرت منهم وحصلت على غنائم كثيرة من السلاح الذي يصوب الآن إلى صدور الحوثيين.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
القس الحوثي ..ماذا يصنع في دماج؟! 1446